أبها - عبدالله الهاجري:
أعدت المديرية العامة للدفاع المدني، ممثلة في شؤون التخطيط والتدريب، بتوجيه من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وسمو نائبه، خططاً طموحة لتطوير قواها البشرية، وقد تم اعتمادها من صاحب السمو الملكي مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.
ويأتي تطوير العنصر البشري على رأس أولويات مجالات التطوير في هذا الجهاز الأمني المهم. وتنفيذاً لذلك بعث مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري فرق عمل استطلاعية من الضباط المختصين لتجوب دول العالم المتقدمة بحثاً عن كل ما هو جديد في مجال تطوير العناصر البشرية التي تعمل في مجالات العمل الميداني الأساسي. وكثمرة لهذه الجولات استطاعت المديرية العامة للدفاع المدني التعرف على أفضل تقنيات التدريب التي تقدمها شركات عالمية متخصصة وكذلك أفضل معاهد التدريب التي يمكن الاستفادة منها في تطوير مهارات رجال الدفاع المدني.
وبناءً عليه وافق صاحب السمو الملكي وزير الداخلية على تأمين مشبهات التدريب في معاهد ومراكز التدريب بالدفاع المدني وكذلك ابتعاث مجموعة من ضباط وأفراد الدفاع المدني للتدريب في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية المتقدمة.
وكنتاج لذلك جرى توقيع عقود تطوير التدريب مع الشركات المتخصصة ومعاهد التدريب، وتضمنت العقود تركيب مشبهات التدريب في إدارة العمليات (أنظمة المحاكاة بالحاسب الآلي)، حيث تم ترسيتها على شركة أمريكية متخصصة (شركة التقنيات البيئية)، ويعمل هذا المشبه على محاكاة إدارة الحوادث المختلفة في ضوء سيناريوهات محددة يتم اختيارها وتحديدها ثم برمجتها لتعمل على جهاز الحاسوب من خلال مجموعة أجهزة وشاشات عرض مخصصة للمدرب والمتدربين لمتابعة المتدربين في قاعات التدريب قبل النزول إلى ميدان التطبيقات العملية الفعلية.
أما المشبه الآخر فهو تجهيز مبنى التدريب على الحرائق المنزلية في معهد الدفاع المدني بتقنيات التدريب الحديثة من شركة كيدي الألمانية المتخصصة في هذا النوع من المشبهات. ويعمل هذا المشبه على محاكاة الحرائق المنزلية من خلال مواقد إشعال توضع في أماكن محددة من المبنى يتم التحكم في إشعالها بواسطة أجهزة الحاسب الآلي وتستخدم فيها مجموعة من الأنظمة الميكانيكية والكهربائية وتعمل على وقود غاز البروبان النظيف، ويتميز هذا النظام بمقدرته على محاكاة الحوادث التي تقع في المباني السكنية ويوفر عنصري السلامة والأمان للمتدربين، كما يوفر الوقت لتدريب مجموعات كبيرة، إضافة إلى تعدد السيناريوهات التي يقدمها هذا النظام.
أما النوع الثالث من المشبهات فهو عبارة عن تجهيزات مباني التدريب على استخدام أجهزة التنفس المحمولة حيث يحاكي هذا المشبه العديد من أنواع الحوادث ذات الدخان الكثيف والمتاهات والعوائق، بحيث يتم تعريض المتدرب إلى مجموعة من المواقف الصعبة المختلفة لكسر حاجز الخوف وتعويده على العمل المستمر في أصعب الظروف مرتدياً جهاز التنفس المحمول. ويتم مراقبة ومتابعة المتدرب من خلال شاشات المراقبة التي يتم وضعها في جزء من المبنى ويتم التدخل في حالة الضرورة من قبل المدربين لمساعدة المتدرب.
وقد بدأ العمل في تنفيذ هذه المشروعات الثلاثة خلال هذا عام 1430هـ ومن المتوقع أن تكون جاهزة للاستخدام في بداية العام المقبل إن شاء الله.
أما المشروع التطويري الرابع فهو تدريب مجموعة ضباط وأفراد الدفاع المدني في معهد تدريب خدمات الطوارئ التابع لجامعة تكساس في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.
ويتكون هذا البرنامج من خمسة محاور هي: اللغة الإنجليزية الفنية وإعداد مدربين وبرنامج التدريب على الإطفاء المتقدم وبرنامج انهيارات المباني وبرنامج المواد الخطرة. وهذه البرامج معتمدة من الجمعية الوطنية للحماية من الحريق NFPA المعترف بها على نطاق واسع من أجهزة الدفاع المدني في العالم.
وقد جرى يوم أمس توقيع عقود التدريب في مقر المديرية العامة للدفاع المدني بالرياض بين مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري ومدير التدريب الدولي ريك إيساك من معهد التدريب لخدمات الطوارئ في جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقد بلغت تكاليف المشروعات التطويرية للتدريب في جهاز الدفاع المدني ما يقارب 45.000.000 (خمسة وأربعين مليون ريال)، وتعتبر هذه المشروعات نقلة نوعية مميزة في تطوير خدمات الدفاع المدني وتطوير العاملين للرقي بمستوى الأداء في كل خدماته المقدمة.