حين بدأت هذه المقالات، كان في ظني الوقوف عند أهم ما يشغل تفكير هذا الجيل لنستبين قدرتهم على تقديم أمورهم والكشف عن همومهم، وفي ذلك مؤشرات إيجابية لنتائج التنشئة والتعليم وأدوار مؤسسات العلاقة الوطيدة, كما فيها مؤشرات سالبة لجوانب القصور, فإذا بها تمتد تحمل هذا الدفق المذهل لمشاركة واعية من جملة واعية اضطررت لتجميع الأفكار المشابهة والمقاربة وتقديمها ضمن حديث عبدالعزيز وعمار والعمري إخوان, ولا أنسى كل الذين ساهموا بما لديهم، وقد امتد الطرح لنتائج مرحلة العمر بين الدارسين في المتوسطة والثانوية إلى المرحلة الجامعية الممتدة والمنبثقة عنهما, وقد جاءت أفكارهم حول قضايا منها السلوكي والمعرفي والثقافي وغيرها أوجزها فيما يلي مما قالوه: (يكثر بيننا في الجامعات تقليد الغرب في المظهر، والمخبر مما ينعكس على تفكيرنا وسلوكنا، مع عدم رغبة الغالبية في حصد ثقافة واسعة يمكن أن توطد قدراتنا وتوسع مداركنا، نهتم بكرة القدم أكثر مما نهتم بأمور أكثر فائدة وأثمن نتائج، مما يجعلنا في كثير تائهين بلا ركائز من فهم صحيح لديننا فكيف بما يوطد أقدامنا في مسالك الإنجاز المثري؟ هنا سلوك ينتشر وهو نتيجة طبيعية لما قلنا يبدو في أساليب كالغش، والاتكال على جهود غيرنا، والاعتماد على القص واللصق، وعدم التوكل على الله فيما نتوقع أو الرضاء بما يأتينا فيما نصاب، ننفلت كثيراً خارج ضوابط من المفروض ألا نصل لهذا العمر ولا نكون مهيئين بها، بما فيها ضحالة ثقافتنا في أمور تواكب معطيات العلم في جوانب الصحة والتغذية، بل حتى النوع الذي خلقنا الله عليه, كما ورثنا بل توارثنا الاعتداد بنوعنا فلا نعطي الجنس الآخر احتراماً يستحقه, أحلامنا عريضة، لكنها مفرغة من المفيد والجيد والطموح.. نحن جيل لا ندري كيف يمكن أن نتقي عثرات هذا التفريغ والهامش الذي يمارسه ضمناً وموضوعاً من يمثل جيلنا)...
وهنا، سنكون قد جئنا على أهم مشكلات الشباب، لنحصد ما ولدته من أسئلة وما بعثته من آراء.. لنختم فيما هو آت من مقالة الأربعاء بمجمل ذلك ومن ثم ننتظر أدوار ذوي الشأن.