ما يطرح من التساؤلات الآن وأكثر من أي وقت مضى هو إزاء تغيير موقع إستاد مدينة الملك (عبدالله) من الجنوب بالقرب من العاصمة المقدسة مكة المكرمة إلى الشمال من مدينة جدة، فالعذر بنقل موقع المكان ل(الملعب) أن المساحة شاسعة بحوالي (9) ملايين متر مربع وفي الجنوب حوالي أقل من نصف المساحة ثم عززت المبررات بإصدار بياناً رسمياً من البلدية بوجود تعديات على الموقع السابق الذي تم الإعلان عنه ونزاعات بين الأهالي ولجنة التعديات في منطقة أبو جعالة القريبة من طريق مكة المكرمة السريع.لينتقل الموقع فجأة إلى شمال جدة بمسافة تقارب ال(120) كيلو متر وفق لمخطط وصور جوية مع إعداد كروكي مساحي على وجه السرعة لتسليمها للرئاسة العامة لرعاية الشباب تمهيداً لإصدار قراراً للتعميد عن طريق وزارة البلدية والشؤون القروية.

واللافت هو ردود الأفعال من الصحافة (الجداوية) تحديداً والاحتفاء المبالغ فيه بحكمة القرار الذي اتخذ فتسارعت الكتابات من أجل إضفاء المزيد من التبريرات وإعطاء الموقع الجديد الصفة الشرعية وأنه إستراتيجي واختيار موفق ومناسب وهكذا بدأنا نقرأ أن تعثر إقامة الإستاد الرياضي في جنوب جدة يعود إلى صعوبات عديدة كما ذكر في البدء وها نحن نقف أمام المشهد ذاته عندما تم إقرار إنشاء المطار الدولي مطار الملك (عبدالعزيز) والميناء البحري والاحياء الحديثة والأسواق الراقية كلها تجدها في الشمال ثم جاء نقل الملعب أيضاً عن قصد للشمال ليتكرر المشهد وليحرم شباب وسكان مدينة مكة المكرمة ومدينة الطائف والقرى المجاور بهما من كل الإنشاءات والمشاريع الحضارية الحيوية كما يصعب من الوصول إلى الإستاد بسهولة لبعد المسافة وبالتالي أصبح الهدف واضحاً هو اقتصادي بحت من أجل حصر الأهمية التجارية فقط لمدينة جدة ولا غير.. وتعزيز موقعها كوجهة سياحية ودعمها تجارياً وتفعيل نشاطاتها بما فيها الرياضة.ومن هذا المنبر نناشد المسؤلين بإعادة موقع إستاد مدينة الملك (عبدالله) إلى موقعة السابق فثمة مواقع وأماكن عديدة على الطريق السريع بين مكة - جدة وفي ذلك بلاشك الكثير من الفوائد لكل عشاق ومحبي كرة القدم مما يضمن تواجدهم وحضورهم الكثيف باستمرار للمناسبات الرياضية وكذلك يخدم توسط الموقع العاصمة المقدسة ومدينة جدة والطائف وكل القرى المحيطة ويكون له الأثر الطيب في تطور المنطقة ككل على كافة الأصعدة، نأمل ذلك حتى لا نحرم (مكة المكرمة) مرة أخرى من الفعاليات الحضارية المقبلة.