ألقى البروفيسور نورمان ديفز NormanDavies محاضرة عن بولندا في حضور جمع من المستمعين أغلبهم من الأوروبيين مع وجود عدد قليل من السعوديين، قد يكون المبرر أننا في إجازة نصف السنة الدراسية، ولكن اسما كبيرا مثل البروفيسور ديفز كان يفترض أن يجذب عددا كبيرا من المهتمين والمهتمات بالتاريخ.. فالبروفيسور ديفز- كما نجد في سيرته وفيما كتب عنه بالإنترنت وفي التعريف الموجز الذي وزّعه مركز الملك فيصل- مؤرخ كبير على مستوى العالم الغربي، وصاحب أعمال متميزة في التاريخ الأوروبي، أهمها كتابه من أوروبا الذي تُرجم إلى لغات كثيرة.
ويتركز اهتمامه الأساسي على تاريخ بولندا، وقدَّم فيه مجموعة من أفضل أعماله، كما هو مذكور في المنشور على الإنترنت في التعريف به.
ولعل أهم نقطة جدلية أثارها في محاضرته التي ألقاها مساء الأحد السابع والعشرين من شهر صفر في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن المعاناة من النازية في بولندا لم تقتصر على اليهود بل شملت البولنديين المسيحيين وغالبيتهم من الكاثوليك، ومن ثمّ فإن وجهة نظره تخالف وجهة نظر المؤرخين المتعصبين والمروجين لموضوع محرقة اليهود، كما أن من النقاط التي طرحها ولفتت انتباه الحضور أن أغلب اليهود في أوروبا تركزوا في بولندا وأنهم كانوا يشكلون نسبة80% من اليهود على المستوى الأوروبي.
كم كنت أتمنى أن تتاح فرصة للقاء مثل هذا المؤرخ مع أعضاء هيئة التدريس في أقسام التاريخ وأعضاء الجمعية التاريخية السعودية لتتسع دائرة النقاش وليستفاد من تجربة مؤرخ تجاوز حدود الأكاديمية إلى الجماهيرية.