الإرهابيون الذين سولت لهم أنفسهم المريضة أن يسيئوا إلى مصر يضعون نصب أعينهم دائما ضرب السياحة في هذه الدولة العربية الكبيرة بشعبها وتاريخها وحضارتها، وما تحظى به من كنوز أثرية لا تقدر بثمن. فتجد الإرهابيين يستهدفون المناطق السياحية سواء التاريخية منها كالأقصر وسيناء على سبيل المثال، أو الشعبية كمنطقة الحسين في القاهرة التي تعرضت لاعتداء إرهابي الأحد الماضي، أو المنتجعات الحديثة كشرم الشيخ وطابا.
والإرهابيون يريدون أن يبثوا الرعب في قلوب السياح العرب والأجانب حتى إذا أراد أحدهم زيارة مصر فكر ألف مرة قبل شراء تذاكر السفر!. فالسياح، وبخاصة الغربيون منهم يبحثون عن المناطق الأكثر أمنا، وفي عالمنا اليوم، الذي يعج بالبرامج السياحية التنافسية حول العالم، يستطيع السائح اختيار أي منطقة في العالم تتماشى مع رغباته، ولن يذهب إلى منطقة قد يفقد فيها حياته!. ولذلك فإن أسهل وسيلة لأي حاقد على مصر ولا يملك ذرة من وازع ديني وضمير حي أن يلقي قنبلة وسط أي تجمع سياحي ليشل ولو مؤقتا قطاعا اقتصاديا كبيرا وحيويا.
والهدف الأكبر في كل ذلك هو التضييق على مصر حكومة وشعبا، فالسياحة باب رزق كبير لمصر، وأي إساءة لهذا القطاع سينعكس سلبا على الاقتصاد المصري برمته. فمصر استقبلت قرابة 13 مليون سائح العام الماضي، ليرتفع عدد السياح ثلاثة أضعاف بالنسبة إلى العام 2000، وهؤلاء أنفقوا العام الماضي فقط نحو 11 مليار دولار، بما يعادل 11% من إجمالي الناتج القومي. وقطاع السياحة مصدر رزق لملايين الناس من الشعب المصري إذ يوظف ما نسبته 6.12% من القوى العاملة المصرية. وبالتالي، فإن ضرب السياحة هو ضرب لمصالح هؤلاء وأسرهم.
ومع ذلك، وعلى الرغم من محاولات الإرهابيين لأكثر من مرة أن يسيئوا لمصر، إلا أن مصر بفضل الله تعالى استطاعت أن تتجاوز ذلك، وتستعيد عافيتها بعد كل عملية إرهابية، ولكن لا بد من القبض على منفذي العملية الإرهابية في منطقة الحسين، ونتمنى أن يتم ذلك بسرعة، حتى لا يجرؤ غيرهم من الحاقدين على تكرار الجريمة، مما يسيء أكثر فأكثر للاقتصاد المصري.
***