لست (هاموراً) ولا (مضارباً) محترفاً ولكنني من ضمن الشريحة العظمى من المواطنين الذين لسعتهم نار الأسهم الحارقة التي لم تبقِ ولم تذر!
نسبة كبيرة من المواطنين هم (ضحايا) لهذه النار الملتهبة التي قضت على آمال وطموح (البسطاء) الذين يحلمون أن يكون لهم يوماً من الأيام (منزل) يؤويهم من نائبات الزمان ومن مرارة الإيجار، ولكن هذه الأحلام تحولت إلى سراب وليل أسود وحولت حياتهم إلى جحيم لا يُطاق بعد أن قضت هذه (الأسهم) على كل (تحويشات) العمر وعلى كل قروض البنوك التي ما زالوا يدفعون ثمنها حتى الآن!!
لقد تورط الملايين من الشعب في سوق الأسهم القاتلة.
واليوم تحل الذكرى الثالثة للزلزال المدمر بتاريخ 25 فبراير 2006م والكل ما زال يأمل ويحلم بأن يعود له ربع أو نصف ماله ولكن هيهات! فالصبر (مل من صبرهم)، ثلاث سنوات عجاف كان فيها سوق الأسهم ينزف يومياً بالنسب الدنيا حتى تحولت أسعار الأسهم بالآلاف إلى حفنة ريالات بل وهللات ليخسر الجميع أكثر من 90% من رأسمالهم لتأتي الأزمة العالمية (الأمريكية) لتكمل الناقص وتحول خسارة الــ90% إلى 98% إن لم تكن 100%. سوقنا كان (مريضاً) قبل الأزمة ولمدة سنتين ونصف السنة، واليوم ازداد مرضاً وما زال يقاوم الموت كل يوم لعله يجد العلاج الذي يحيي آماله وصحته وتعافيه من جديد!!
إن الذي حدث في سوق الأسهم لا يصدقه عقل ولا منطق ولا قانون وإلا فكيف طارت (المليارات) و (التريليونات) في لمح البصر، والسؤال هو أين ذهبت هذه الأموال؟ أقصد أموال البسطاء أصحاب النصيب الأكبر وبمعدل من 50 ألفا إلى مليون؟! ثلاث سنوات مرت كالدهر وكالكابوس اليومي والجميع لا يزال يأمل ويدعو الله ليل نهار مع دخول السنة الرابعة أن تنصلح الأحوال ويعود لهم جزء من الأموال التي خسروها ومع مرور السنوات الثلاث ودخول السنة الرابعة ما زالوا يأملون أن يغير الله حال سوق الأسهم.. والله المستعان.