الجزيرة - أحمد القرني:

تمكن برنامج زراعة الكلى والبنكرياس بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من إجراء 152 عملية زراعة كلية خلال العام المنصرم، من بينها زراعة 96 كلية من متبرعين أحياء أقارب و56 كلية من متبرعين متوفين دماغياً، ما يمثل نحو 40% من مجموع عمليات زراعة الكلى بالمراكز الطبية السعودية كافة.

وأوضح الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن برنامج زراعة الكلى والبنكرياس في المستشفى شهد نقلات نوعية وكمية في حالات زراعة الكلى خلال الأعوام الخمسة الماضية إذ نجح البرنامج في زراعة 676 كلية ما يمثل أكثر من 43% من مجموع ما زرعه البرنامج منذ انطلاقته قبل 28 عاماً مشيراً إلى أن البرنامج يعد الأوحد خارج أمريكا الشمالية المعترف به من قبل الجمعية الأمريكية لزراعة الأعضاء في مجال تدريب أطباء الزمالة ومنح الشهادات لافتاً إلى أن ذلك التميز يعود إلى توافر الكفاءات الطبية والتمريضية والفنية المؤهلة تأهيلاً عالياً إضافة إلى ما يمتلكه المستشفى من بنية تحتية متطورة سواء من غرف عمليات أو عنايات مركزة أو مختبرات طبية.

من جانبه بين الدكتور خالد المشاري رئيس برنامج زراعة الكلى والبنكرياس بالمستشفى التخصصي أن العمليات التي أجريت العام الماضي كانت لمرضى تراوح أعمارهم ما بين عامين إلى 79 عاماً، منها 130 عملية زراعة لمرضى بالغين بمعدل نجاح وصل إلى 100%، من بينها زراعة 46 كلية تم الحصول عليها من متبرعين متوفين دماغياً بينما حظي 84 مريضاً بكلى تبرع بها أقاربهم الأحياء. وأضاف أن البرنامج تمكن من إجراء 22 عملية زراعة للأطفال بمعدل نجاح بلغ 91% منها زراعة 12 كلية من متبرعين أحياء أقارب و10 كلى من متبرعين متوفين دماغياً.

ولفت الدكتور المشاري إلى نجاح البرنامج في إجراء 19 زراعة للمرضى مفرطي التحسيس الذين يتشكل لديهم أجسام مضادة بسبب خضوعهم سابقاً لزراعة كلية أو نقل دم أو بسبب الحمل المتكرر للنساء، إضافة إلى إجراء 7 عمليات زراعة كلية من متبرع حي قريب غير متوافق مع نوع فصيلة دم المريض وهو بخلاف ما يشترط عادة في وجوب توافق فصيلتي الدم، موضحاً أن الهدف من تطبيق هذه التقنية التي انطلقت في المستشفى التخصصي عام 2007 هو التمكن من إنقاذ حياة أكبر عدد من المرضى.

وأوضح الدكتور المشاري أن البرنامج الذي تأسس في عام 1981 تمكن من زراعة 1554 كلية حتى نهاية عام 2008 بنسب نجاح مرتفعة تضاهي نتائج أبرز المراكز الطبية العالمية، من بينها 1040 زراعة كلية من متبرع حي قريب، و514 زراعة كلية من متبرع متوفى دماغياً، من ضمنها 7 عمليات زراعة بنكرياس وكلية معاً، مؤكداً سعي البرنامج المستمر في زيادة أعداد الزراعات في إطار ترجمة الأهداف الإستراتيجية لعلاج الحالات المتزايدة لأمراض الكلى بالمملكة، مع الاهتمام بالتطورات الحديثة في هذا المجال. ونوه الدكتور المشاري بتميز البرنامج حالياً في تقنيات الزراعة للأطفال الذين تتراوح أوزانهم ما بين ثمانية ونصف كيلو جرام و10 كجم، والزراعة للمرضى مفرطي التحسيس، وزراعة كلية من متبرع حي قريب غير متوافق مع نوع فصيلة دم المريض، والتي لا تجرى سوى في مراكز عالمية محدودة نظراً لصعوبتها وحاجتها إلى فرق طبية وجراحية متخصصة ذات تدريب عالٍ وأجهزة طبية متطورة.