تقول عالمة الاجتماع النسوية ليكوف: (لن تتمكن النساء من التفوق طالما بقين في دائرة الأحاديث التافهة، لا بد أن يلتفتن إلى ما هو جاد وفعلي وواضح).
** انضممت هذا العام والعام الذي قبله لأكثر من حلقة تدريبية في معهد الإدارة، وشاركت مع قيادات نسائية في دائرة العمل الجاد البعيد عن الثرثرة والأحاديث التافهة وأنين الشكوى على أنغام أصوات فناجيل القهوة وصحون الحلا كعادة كثير من النساء..
** التقيت نساء سعوديات استبدلن لغة الشكوى بلغة التحدي على تجاوز العوائق وإثبات الذات والعطاء لوطن يستحق كل ما يبذل من أجله..
** قيادات إدارية نسائية في وزارات وجامعات وغرف تجارية كل سيدة منهن اختصرت التعريف بنفسها وسيرتها الذاتية بعبارة تلخص رؤيتها للعمل والحياة، كل عبارة تستحق فعلا أن تكون عنوان كتاب يسرد تجربة صاحبتها، ولو كنت امتلك دار نشر ومتفرغة لها لتوليت إصدار سلسلة تدونها تلك النساء وأمثالهن من ذوات التجربة العملية التي يمتزج فيها الفرح بالحزن والانتصار بالهزيمة والكمون بالقفز والانطلاق.. مذكرات لنساء اخترن طريقا مختلفا عن الصمت والشكوى والقبول بالمتاح، لو تمكنت من إقناعهن وغيرهن بكتابة تلك المذكرات فسأختار لها اسم (صوتها القوي) وحقوق الملكية للفكرة محفوظة (!!!)..
لماذا صوتها القوي..
لأن صوت الضعف يملأ الأرجاء حولنا.. منذ زمن ونحن لا نسمع إلا صوت الضعف.. لكن هؤلاء السيدات قررن وبدون ضجيج أن يتجاوزن لغة الضعف ويقفن بوجه من يريد لهن البقاء في دائرة الضعف والهامش.. - اخترن - لغة العمل والإنجاز والانخراط فيما هو جاد وفاعل ومثمر..
لقد انبهرت واحترمت تجارب عملية لنساء ناجحات، لم يأخذن حقهن الإعلامي ولم يسلط الضوء على نموذجهن العملي والحياتي.. على الرغم مما يمثلنه من واجهة مشرقة للمرأة السعودية وفي الحديث عن منجزها، ما يعطي الفأل والدعم لأفواج عديدة من النساء اللاتي يرين الواقع مدلهما بالظلمة لكثرة الأحاديث المتواترة عن ضعف النموذج النسائي وما يتعاطاه الإعلام من موضوعات تدور فقط في الجانب السلبي..
** الشفافية يجب ألا تتوقف، ومسؤولية الإعلام أن يقدم الواقع بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات وليترك الفرصة للصوت القوي ليقول كلمته ويعلن عن وجوده لنتخلص رويداً رويداً من صوت الضعف والشكوى.. نتخلص منها ليس بإسكاتها بل بإيجاد بديل ناجح لها، دعونا نستبدل ما هو أضعف بما هو أقوى..
تحية لكل القيادات الفاعلة التي التقيتها في تلك الحلقات التدريبية، تلك النماذج التي بثت في داخلي زهوا وفخرا بأنني سعودية وامتلك ناصية الفأل بما هو قادم!.
fatemh2007@hotmail.com