تُعد رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) تأكيداً قوياً وكبيراً على أهمية الحفاظ على تراث أبناء المملكة العربية السعودية بمناطقها المختلفة، وسعياً واضحاً وجلياً لتعريف الأجيال من الأبناء والبنات بالماضي العريق والحاضر الزاهي والغد المشرق لمملكتنا الغالية.. ولقد جاء إعلان صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) -الذي خصَّ به جريدة الجزيرة- بأنه تقرر أن تكون الأيام الخاصة بالنساء ضمن فعاليات المهرجان لهذا العام مفتوحة للعوائل مبهجة ومفرحة لكثير من العوائل التي كانت تنتظر طويلاً هذه الخطوة لتتمكن بصحبة الأطفال والشباب من الزيارات العائلية، للاطلاع على منجزات الوطن وتراثه عبر عقود طويلة.

إن هذه الخطوة -التي سيتم تطبيقها في المهرجان لأول مرة- جاءت في وقت مناسب لتتيح لأفراد العائلة الواحدة في مدينة الرياض وغيرها من مدن مملكتنا الكبيرة فرصة الالتقاء والمشاركة في هذا المهرجان مع بعضهم البعض.. كما جاءت هذه الخطوة بحق -كما قال صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز- استجابة لرغبات كثير من الأسر السعودية ومحارمهم للدخول معاً إلى المهرجان والتسوق والاطلاع على معالم المملكة الحضارية والتراثية.. وهنا أقول: إنه لكي يزول القلق لدى بعض أفراد المجتمع، فإنه لا بد من وضع وتطبيق عقوبات رادعة لمن يخالف الأنظمة، بالإضافة إلى أن مشاركة وتعاون رجالات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكافة أعضاء الهيئة في المهرجان من خلال التوعية والإرشاد ستكون خير معين للحد من المضايقات التي قد يمارسها بعض الزائرين من الشباب.. إن على جميع أفراد المجتمع -سعياً لنجاح فعاليات المهرجان- التعاون الكبير مع رجال الحرس الوطني ورجال الهيئة في تنظيم الزيارات العائلية والالتزام بالنظام والانضباط داخل المهرجان، مما يجعل مهمة رجال الهيئة والحرس الوطني مضاعفة لمنع التصرفات التي تصدر من بعض الشباب استغلالاً للدخول مع العائلة ومن ثم الانفصال عنهم في الداخل.. كما أن على الآباء والأمهات دوراً كبيراً في توجيه أبنائهم وبناتهم للحرص على الاستفادة القصوى من كافة فعاليات المهرجان، ومحاولة قضاء وقت ممتع ومفيد لأفراد العائلة كافة، لأن كثيراً من الأسر تبحث عن مثل هذه اللقاءات التي يجد فيها الأب والأم فرصتهما للتعريف وشرح بعض أنواع التراث للأبناء والبنات وإطلاعهم على الأشياء التراثية التي كانوا يستخدمونها في الملبس والمأكل وغير ذلك.. وهنا أسوق اقتراحاً ربما يكون مناسباً وهو ضرورة زيادة عدد الأيام للعوائل حتى تتمكن الأسر من خارج مدينة الرياض من القيام بزيارة الجنادرية مع أولادها وبناتها ليطلعوا ويروا جميعاً تراث مملكتنا الغالية.

وأخيراً، فإن الواجب التنظيمي داخل الجنادرية لا يقع فقط على رجال الهيئة والحرس الوطني -الذين يبذلون جهداً مشكوراً-، بل يقع على أفراد المجتمع كافة؛ مما يحتم علينا جميعاً التقيد بالنظام واحترام الآخرين.