يصادف الثامن من مارس القادم يوم المرأة العالمي، وتستقبل جميع نساء العالم هذا اليوم بمنظور مختلف، ظاهره النضال وباطنه المعاناة، فتشترك نساء الأرض بسعيهن النضالي للحصول على حقوقهن وبمعاناتهن المستمرة للتخلص من قيادة الرجل وتبعيتهن له. فباختلاف ثقافة المرأة في أي بقعة
.... على البسيطة تظل مطالبتها ذاتها ومعاناتها واحدة؛ فالمرأة الغربية تعاني سطوة الرجل وأنانيته وغيرته من مشاركتها له معظم ممارساته العملية والسياسية والاجتماعية، وتستمر في الوقت ذاته بمطالبتها المستمرة للتحرر من قيوده وأقفاله وتحييداته. والحديث عن المرأة العربية ذو شجون؛ فالمرأة العربية في كثير من بقاع الأرض العربية تصر على مواصلتها مسيرتها النضالية لنيل حقوقها، ومواجهة تبعات ما يمارس ضدها من انتهاكات وهضم لأبسط حقوقها واستهتار بمشاعرها وبخس لقيمتها ووجودها بالرغم من مشاركتها الواسعة في عملية البناء والتنمية وتقلد مواقع ريادية في المجتمع الذي تعيش به.
من أبجديات ما تحلم به المرأة هو الاستقرار؛ ذلك أن طبيعة المرأة من الناحية النفسية بحاجة إلى عنصر الاستقرار أكثر من الرجل؛ فهي الأم والزوجة والابنة التي لا يمكن لها أن تبدع في عطائها وإنتاجها في ظل مناخ متقلب وبيئة غير مستقرة، فإن تحقق لها الاستقرار المنشود بلغت مبتغاها، وإلا كان المفر بحثها عن البدائل بمقدار ما يتوافر لها من مساحة في الحرية والحركة، ولذا نجد كثيراً من النساء ممن لم يتوافر لهن عنصر الاستقرار الذي يؤمّن لهن الأمن الذاتي يسعين للخروج للعمل وتحمّل أنواع أخرى من المعاناة؛ ذلك أن مجتمعاً له خصوصيته كمجتمعنا لم يألف بعد وجود المرأة العاملة بين جنباته.
لقد شهدنا مؤخراً بزوغ نجم عدد من النساء بالمملكة في عدة مجالات؛ مما يزيد إيماني بوجود قدرات وإمكانيات غير عادية لدى المرأة السعودية لا تقل عن مثيلاتها في بقاع الدنيا إن لم تكن أفضل. فقد ذاع صيتها في محافل عدة كالطب والتعليم والفنون الراقية والأدب والعلوم والإدارة والتجارة وغيرها كثير، لكن تظل تلك الإنجازات وذلك البروز في حدود ضيقة لا تسأل عنه المرأة بل البيئة المحيطة بها وما يتوافر لها من مساحة للتقدم وإظهار ما لديها من مواهب وقدرات. ولست المؤهل للحديث عما عانته ربما المرأة تلك في إظهار ما أظهرته، ويكفي أن أقول إن جهداً مضاعفاً خارقاً تم بذله من قبلها لوصولها إلى ما وصلت إليه كون طريقها لم تكن معبدة أو حتى ممهدة في ظل الخصوصية التي تعيش في كنفها وتتنفس هواها.
dr.aobaid@gmail.com