لا أحد ينكر ما للثقافة من أهمية في تكوين وعي الشعوب. فالثقافة هي جملة من القيم والأعراف والتقاليد التي تختزنها المجتمعات وتنقلها من جيل لآخر، وتؤثر تأثيراً بالغاً في سلوك أفرادها، وتوجهاتهم نحو الذات والآخر. ولأهمية الثقافة تشهد المملكة حدثين ثقافيين كبيرين بالإضافة إلى حدث ثقافي ثالث ومهم خلال هذه الأيام.
فالحدث الأول هو معرض الرياض الدولي للكتاب الذي افتتح أمس ومهرجان الجنادرية الثقافي الذي يفتتح اليوم الأربعاء. أما الحدث الثقافي الثالث فيتمثل في الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات، والتي ستنطلق خلال أيام إن شاء الله، وكل من هذه الأحداث ستكون تحت رعاية راعي الثقافة الأول في المملكة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
فهذه الأعراس الثقافية الثلاثة ستعمل على إحداث حراك ثقافي متجدد داخل المجتمع السعودي، وكل منها يؤدي وظائف ثقافية مهمة. فمعرض الكتاب مهرجان كبير للقراءة، والاطلاع في مختلف الميادين، ولا شك أن القراءة تعمل على توسيع المدارك، والآفاق، فالكتاب يختصر المسافات الزمنية والمكانية، ومن خلال الكتب المعروضة والتي تصل إلى 250 ألف كتاب، يستطيع القارئ التعرف على ما أبدعته المجتمعات الأخرى، مما يسهم في خلق جسور ثقافية فيما بين مجتمعات العربية، وبيننا وبين المجتمعات الأخرى غير العربية.
الحدث الثقافي الآخر يتمثل في مهرجان الجنادرية، وهذا العرس الثقافي العالمي، يساهم في تعريف الآخرين بثقافتنا السعودية، وثقافة آبائنا وأجدادنا، وأين كنا وأين صرنا. مما يعزز من احترام الآخرين لحضارتنا، ولإنجازاتنا التي تمت خلال عقود قليلة.
أما الحدث الثالث، فهو تطبيق عملي وممارسة حية للتواصل الثقافي مع الآخرين ويتمثل في الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات التي ستنطلق خلال الأيام القادمة. وهذه الندوة تأتي في سياق اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالحوار بين أتباع الديانات والحضارات المختلفة، من أجل عالم أكثر أمنا واستقرارا.
وبالتالي، فإننا خلال هذه الأيام سنتناول جرعات ثقافية كبيرة نحن بأمس الحاجة إليها، وخاصة في عالم لا نقول أصبح قرية صغيرة، ولكن أصبح أصغر من ذلك بكثير!.
***