المعرقلون هم الذين يعارضون كل شيء ويرفعون شعارات العرقلة والممانعة لكل شيء جديد وحديث، والمعرقلون هم الذين لا ينتجون وإذا أنتجوا لا يستوفون، والمعرقلون هم الذين يتثاءبون وينامون في سبات عميق، والمعرقلون هم الذين يزيدون ألم وعذابات المراجعين حتى يحيلوا حياتهم
..... إلى مرارة وقسوة ونكد، والمعرقلون هم الذين يزيدون في المعاناة وفي تأخير المعاملات ولا يتبعون الإجراءات النظامية والقانونية ويكبرون هذه الإجراءات وهذه الأنظمة وهذه القوانين وهي صغيرة ويجيرونها لأنفسهم، لا لراحة المراجع وسعادته وخدمته بل شهوة في العرقلة وشهوة في التعقيد وشهوة في كسر (خشم) المراجع حتى يبقى يئن ويتكلف من كثرة الذهاب والإياب، إن (فرقة) المعرقلين هؤلاء يؤمنون إيمانا مطلقا بعدم التجديد والتطوير والتقدم فهم يستقتلون فقط من أجل مبادئهم (السادية) ويعملون وفق أجندة لا مثيل لها من التعقيد والتأخير لكل شيء، إنهم يعملون بكفاءة عالية وامتياز شيطاني بتخطيط ونظام دقيق محكم مكتوب بدقة متناهية، إن هؤلاء المعرقلين تجدهم في كل دائرة يساندون بعضهم بعضا، متناغمين يعزفون لحنا واحدا مستخدمين الأنظمة والقوانين كيفما شاءوا وكيفما أرادوا، فهم يسرحون ويمرحون ويعبثون ويملكون صفات المراوغة والصلافة وشيطنة مفرطة دون أن يفعلوا للناس شيئا غير الرتابة والبهتان وسوء التصرف، إن هؤلاء المعرقلين يملكون عقداً نفسية غير محدودة وأفكارا جهنمية غير محدودة وأساليب كثيرة غير محدودة وغير منطقية ويحاولون دائماً تفريغ هذه الأشياء وتأطيرها في (عرقلة) المراجعين، إن هؤلاء المعرقلين استوطنوا الدوائر وقد أزمنت أفاعلهم واستعصت إلى الحد الذي لم يعد بالامكان التعامل معه.
إن سلوك هؤلاء غير عادي ويعد ظاهرة سلبية يجب التصرف بسرعة من أجل القضاء عليها، إن هيمنة هؤلاء المعرقلين على مصالح العباد يجب أن ينظر لها بالعين الحمراء، وألا ندعهم يمارسون هذه الفوضى في تعطيل المعاملات والمصالح بطرق معقدة وملتوية، إن ما يثير الاشمئزاز والفزع في هؤلاء العبثيين أنهم قد تجاوزا الأنظمة الرسمية ليتحولوا إلى منظرين وفلاسفة يفتون ويوجهون المراجعين حسب المزاج وحسب الهوى حتى أصبح غالبية المجتمع أصحاب القضايا، قبل أن يراجع قضيته أو معاملته يسأل الآخرين إن كانوا يعرفون أحدا في الدائرة الفلانية، وإزاء كل هذا تصبح الوقفة الحادة والصلبة تجاه هؤلاء منطقية ومقبولة بل مطلوبة بشكل عاجل جدا؛ لان في ترك هؤلاء يسرحون ويمرحون مزيدا من التقهقر والركض إلى الوراء، إن عملية مراقبة ومتابعة هؤلاء وتقويم أدائهم شيء لا غنى عنه من أجل تطور ورقي إداري شامل نحميه ونعززه ببنيان تشريعي حديث ومنظومات مدونة ومشددة من الضوابط الواضحة وقواعد العمل الشفافة التي تحدد في مضمونها الواجبات بصرامة تامة تجاه (جوقة) هؤلاء المعرقلين وتحمي في الوقت نفسه هذا المراجع (الغلبان) من تعسف ذاك الموظف (الطاووس). وأخيرا إن (فرقة) المعرقلين هؤلاء ألا يعرفون أنهم محاسبون أمام الناس والتاريخ في الدنيا وأمام الله في الآخرة؟.
ranazi@umc.com.sa