من الجميل أن يكون هناك تفاعل فكري وتلاقح للأفكار، بل إنه من مؤشرات الصحة الثقافية أن تشبع الفكرة بحثاً ودراسةً وتمحيصاً على وجوه عدة ومن زوايا متنوعة ومن أطياف عدة، لكن أن تتماس الأفكار وتتناسخ على نحو شبه كربوني فهذا مدعاة للتساؤل عن الجدوى وعن الجديد الذي تفتقت عنه وعمّا إذا كان يعد ذلك اعتداءً صارخاً على حق صاحب الفكرة الأول.
(صورة الرجل في الرواية النسائية السعودية) موضوع بحث أكاديمي للكاتبة نورة القحطاني نوقشت فيه بتاريخ 28- 3- 2007م للحصول على درجة الماجستير من جامعة الملك عبد العزيز وضمنته رؤيتها النقدية بوصفها ناقدة.
وعدّ أول أطروحة من نوعها تناقش صورة الرجل في الرواية السعودية لكن الكاتب القاص منصور المهوس يزف إلينا خبر حصوله على درجة الدكتوراه عن بحثه (صورة الرجل في الرواية النسوية السعودية - رؤية ثقافية جمالية) من جامعة الدول العربية بالقاهرة أطروحة واحدة لشخصين ومضمون لا أكاد أجزم بتوحده إلا بعد قراءة الكتابين حال صدورهما المتزامن مع معرض الكتاب الدولي بالرياض وقد ذكرت نورة القحطاني بأن حقها محفوظ كونها أول من ناقش الرسالة بسنتين قبل المهوس ورغم استياء وتساؤل الوسط الثقافي عن كيف تناقش رسالتين بنفس الاسم وربما نفس المضمون أيضاً حتى وإن كانت الجهة الأكاديمية معتمدة الدراسة خارج المملكة إلا أن نورة القحطاني اكتفت بعلامة تعجب وربما لاحقاً حين يكون الكتابان بمتناول يدينا سيسعفنا المحتوى عن فكرة دراسة جديدة للفرق بين رؤية كل من الرجل والأنثى في رصد صور الرجل بالرواية النسوية أو النسائية!