الخرطوم - موفد الجزيرة - بندر الحربي
تقوم لجنة موفدة من وزارة الصحة السعودية في العاصمة السودانية بإجراء مقابلات واختبارات قياس مهنية من أجل استقدام أطباء من السودان الشقيق، حيث يتوفر ما يقارب خمسة آلاف وظيفة شاغرة للأطباء من أجل العمل في مختلف التخصصات في مستشفيات المناطق الطرفية والمفتوحة حديثاً في المملكة.
أكد ذلك لـ(الجزيرة) الأستاذ عبدالله عناية الله المطيري الذي قال إنه تمت مقابلة ما يقارب (700) طبيب، اختير منهم حتى الآن (500 طبيب)، وما زالت الإجراءات والاختبارات جارية, (حيث تقيم اللجنة ورشة عملها المتواصلة في فندق السلام روتانا بالعاصمة السودانية الخرطوم).
وأضاف المطيري أن لجنة التعاقد قد سعت لاختيار أفضل الكفاءات الطبية ذات التأهيل والخبرة العالية الذين يقيمون من قبل استشاريين سعوديين في مجال التخصص الطبي، وهذا ما يفند بعض المزاعم التي تطلق من غير وعي مهني، حيث إن الكوادر الطبية لا يتم استقدامها إلا بعد أن تخضع لعدة اختبارات وتدقيق ومقابلات على مستوى عال للتأكد من اختيار أفضل الكوادر الطبية، مضيفاً أن حاجة وزارة الصحة للأطباء من الخارج تعود إلى أن مخرجات التعليم الطبي لا تتواكب مع الاحتياجات الميدانية من قبل وزارة الصحة، فالاحتياجات بالآلاف والمخرجات قليلة وغالباً ما تتوزع على القطاع الخاص وتتجه إليه.
وعن طبيعة وكيفية التوزيع بعد التعاقد قال الأستاذ عبدالله المطيري: في العام الماضي أجرينا مقابلات مع حوالي خمسة وعشرين ألف طبيب من أجل التعاقد واجتازوا المقابلة والامتحان، لكن لم يصل منهم إلا تسعة آلاف وخمسمائة، مبرراً أسباب هذا العزوف بأن البعض منهم يشترط العمل في المدن الرئيسية مثل الرياض والدمام وجدة كونه يتوفر بها مدارس لغات لأبنائهم أما المحافظات فهم غير حريصين على العمل بها، وهذا ينطبق بشكل كبير على الاخصائيين الذين بلغوا سنا معينة ويرغبون بالعمل في المدن الرئيسية، وقد تم تلافي ذلك في الدفعة القادمة من الأطباء السودانيين، حيث إن هناك اتفاقية مع وزارة الصحة السودانية تنص على أن يعمل الطبيب في أي منطقة تحددها وزارة الصحة السعودية، مؤكداً في الوقت ذاته أن الوزارة تأخذ في بعض الأحيان الاعتبارات الاجتماعية لكسب الطبيب المحترف، فعندمايكون الطبيب المتعاقد معه ذا كفاءة عالية تراعي الوزارة ذلك من خلال مثلاً توفير عمل للطبيب في المنطقة التي يرغب بها لمعايير إنسانية مثل وجود الزوجة أو حتى الزوج إذا كان المستقدم طبيبة، وذلك من أجل لم شمل الاثنين وتحقيق المنفعة معاً. وقد أكد الأستاذ المطيري أن التخصصات الأكثر حاجة إلى الاستقدام هي العناية المركزة والأشعة والطوارئ وجراحة المخ والأعصاب والأطفال وطب الأسرة.