القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج
أعد وزراء الخارجية العرب عقب اختتام أعمال اجتماع دورتهم الـ 131 لمجلس جامعة الدول العربية في القاهرة أمس الثلاثاء جدول أعمال القمة العربية 21 المقرر عقدها في قطر في 30 مارس الحالي الذي يتضمن عدداً كبيراً من القضايا الأساسية والاقتصادية والأمنية حيث تم رفعه للاجتماع التحضيري للقمة في قطر على مستوى وزراء الخارجية يومي 27 و28 لوضعه في صورته النهائية قبيل رفعه للقادة العرب.
كما اعتمد الوزراء في ختام اجتماعهم أمس برئاسة وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي عدداً من المقترحات والتوصيات التي أعدتها اللجنة العربية مفتوحة العضوية على مستوى الخبراء بشأن حماية الأمن القومي العربي.
وتضمنت المقترحات التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي وتفعيل وتوسيع صلاحيات مجلس السلم والأمن العربي ليقوم بدوره في حفظ السلم والأمن العربي.
الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أكد خلال مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع الوزاري أن العقبات كثيرة على طريق المصالحة العربية ولكنه شدد على أن الجو أصبح أقل توتراً.
وألمح موسى إلى أن الخلافات حول العلاقات العربية مع إيران ما زالت مستمرة. وقال موسى (الجو أصبح أقل توتراً وأقرب إلى الرغبة والنية إلى التفاهم).
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قد أكد في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر في وقت سابق أمس بأن إحراز أي تقدم في أي جانب من جوانب النزاع العربي - الإسرائيلي مهما كان متواضعاً يظل مرهوناً بمدى اتفاق العرب أو توافقهم على الاستراتيجية المعتمدة للتعامل مع جوانب هذا النزاع.
وقال سموه (ثبت لنا من واقع التجربة: إنه كل ما توحدت كلمة العرب - حتى لو فترة قصيرة - تسنى لهم انتزاع شيء من المكاسب التي يتطلعون إليها.
وأشار سموه بذلك إلى النجاح الذي أحرزه العرب في سبتمبرالماضي نحو عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة موضوع المستوطنات باعتباره من أهم قضايا النزاع العربي الاسرائيلي.. وقال سموه: إن ذلك ما كان له أن يتحقق لولا الحد المطلوب من الوفاق العربي والتحرك المشترك إزاء هذه المسألة داخل أروقة الأمم المتحدة بالرغم من كل الضغوط والمعارضة التي عبرت عنها أطراف دولية ضد هذا التحرك.
وأضاف سموه (وفي وقت لا حق وللأسباب ذاتها تمكن الوفد الوزاري العربي مرة أخرى وبعد جهود مضنية في نيويورك من استصدار قرار مجلس الأمن رقم (1860) الذي أدى في نهاية المطاف إلى إيقاف الحرب الجائرة على غزة. وأكد سمو الأمير سعود الفيصل في هذا الصدد بأن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت الاقتصادية شكل بكل المقاييس علامة مهمة في السياسة العربية حيث جاء هذا الخطاب ليحول دون غرق هذه القمة في متاهات الفرقة والاختلاف ويوقظ في ضمائر الزعامات العربية والفلسطينية الشعور بأن الوقت قد حان لتجاوز خلافاتهم وانقساماتهم التي كانت وما زالت تمثل عوناً لكل من يريد الإساءة إلى العرب والتنكيل بهم.
وأكد سموه أن المصالحة العربية والفلسطينية لن يكرسها ويدعمها إلا توفر رؤية موحدة ومشتركة إزاء القضايا ذات المساس المباشر بالأمن العربي مثل النزاع العربي الإسرائيلي والتعامل مع التحدي الإيراني سواء فيما يتعلق بالملف النووي أو أمن منطقة الخليج العربي أو إقحام أطراف خارجية في الشئون العربية سواء في العراق أو في فلسطين أو في الساحة اللبنانية. وأكد سمو الأمير سعود الفيصل أن التخلي عن المبادرة العربية للسلام في ظل ميزان القوى السائد وطبيعة الواقع العربي المأزوم لن يساعد مطلقا على تحسين هذا الواقع أو إنهاء تأزمه، بل سيمثل إلغاءها نوعا من إلحاق الأذى بالنفس في غياب البديل الأفضل.
وأضاف الفيصل : ثم جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين لإخراج العرب من دوامة الشقاق والخلاف في قمة الكويت الأمر الذى عزز في أنفسنا جميعا الشعور بإمكانية الخروج من هذا المأزق، ومن خلال انتهاج أسلوب مبني على وفاق عربي باعتباره أفضل ضمانة لمواجهة التحديات والمحن التي عانى منها العرب طيلة العقود الماضية.