الجزيرة - عبدالله البراك
أشاد الخبير الاقتصادي فضل البوعينيين بتقرير مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) والمدرج على موقعها الرسمي خاصة فيما يتعلق بسرعة إصداره وجعله متاحاً للإعلام، والمهتمين في الوقت المحدد إضافة إلى تناوله شؤون النفط، المصدر الرئيس لإيرادات الميزانية، مشيراً إلى أن البيانات الشهرية للتقرير تحقق أهدافها إذا ما أصدرت مع نهاية كل شهر، بوضوح وشفافية، متمنياً أن تستمر المؤسسة في إصدار جميع البيانات، والمؤشرات المالية المهمة بالسرعة المطلوبة كما تفعل البنوك المركزية العالمية، كما ذكر البوعينيين أن الربط بين متوسط أسعار النفط الشهرية والعائدات الحقيقية ومقارنتها بالنفقات أمر يدعو إلى التفاؤل فيما يتعلق بالشفافية.وهو أمر ينبغي أن تبنى عليه البيانات الرسمية التي يفترض أن تكون المصدر الحقيقي للمعلومة وليس توقعات المختصين من خارج المحيط الرسمي لأن مؤسسة النقد ينبغي أن تكون المصدر الوحيد للمعلومة، والمصدر الذي تبنى عليه جميع التحليلات الاقتصادية والمالية بغية الوصول إلى الصورة النقية التي لا تتسبب في نشر التكهنات التي تتحول لدى كثير من الناس إلى وقائع، وحول البيانات الرسمية لشهر فبراير الماضي اعتبر البوعينيين أنها تؤكد بإذن الله النظرة التفاؤلية لإيرادات العام 2009 م الحقيقية في نهاية العام، وأنها ربما وصلت نقطة التعادل مع النفقات أو ربما حققت بإذن الله فائضا يخرجنا من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، متمنياً أن تتوسع المؤسسة في البيانات، وإصدار التقارير التفصيلية، والمختصرة لكل ماله علاقة بشؤون النفط، المال، والميزانية العامة. وكانت بيانات لمؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) التي صدرت أمس الثلاثاء حسب (رويترز) قد أظهرت ارتفاع متوسط سعر الخام العربي الخفيف إلى 37.2 دولارا للبرميل في فبراير أي قرب المستوى الذي تتحقق فيه تعادل النفقات والعائدات في ميزانية المملكة وذلك من 36.9 دولارا في يناير. وبحسب البيانات المنشورة بموقع المؤسسة على (الانترنت) كان متوسط سعر الخام العربي الخفيف 95 دولارا للبرميل عام 2008م و67.60 دولار في 2007م.
وانحدرت أسعار النفط من ذروة 147 دولارا للبرميل التي لامستها في يوليو إلى حوالي 41 دولارا في معاملات اليوم مع تأثر الطلب من جراء الركود الاقتصادي العالمي.
وفي الشهر الماضي رفعت شركة (أرامكو السعودية) سعر بيع الخام العربي الخفيف إلى شركات التكرير الأمريكية ثلاثة دولارات من فبراير ليزيد دولارا واحدا للبرميل على سعر عقود الخام الأمريكي المعروف أيضا بخام غرب تكساس الوسيط، وتراجع معروض نفط منظمة (أوبك) في فبراير للشهر السادس على التوالي مع تطبيق المنظمة اتفاقا لخفض الإنتاج ودعم أسعار الخام. في ذات السياق قال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين لدى البنك السعودي البريطاني (ساب) إن الخام العربي الخفيف يسهم بنسبة (50 إلى 60 %) من إجمالي صادرات نفط المملكة. وقال ميزانية السعودية للعام 2009م تقوم على متوسط سعر يبلغ 37 دولارا لبرميل النفط السعودي و43 دولارا لخام غرب تكساس الوسيط.
(لن يكونوا بعيدين جدا عن نقطة التعادل نظرا لأن الخام العربي الخفيف يباع بعلاوة سعرية مقارنة بالخامات الأثقل التي تنتجها المملكة).
وقال (الأمر ليس مثل فنزويلا والمكسيك حيث سعر النفط في الميزانية أعلى بكثير من سعر السوق).