الجزيرة - الرياض
جمع برنامج الأمان الأسري في ثالث أيام المؤتمر الإقليمي الثالث للطفولة المنعقد في الرياض في الفترة من 1 حتى 4 مارس أربعة وزراء على طاولة واحدة للنقاش حول سبل الحد من العنف ضد الأطفال.
وشارك في الجلسة كل من الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم والدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام والدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية والدكتور منصور الحواس وكيل وزارة الصحة، ممثلاً عن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، وأدارت الجلسة مها المنيف المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري.
وتأتي أهمية جلسة الشباب الثانية التي حملت عنوان (وزراء الحاضر والمستقبل) التي نظمها برنامج الأمان الأسري ضمن فعاليات المؤتمر في قاعة الملك فيصل بفندق الإنتركونتننتال، من كون الممثلين الأربعة وزراء جدداً يناقشون للمرة الأولى قضية طارئة ذات أبعاد اجتماعية شائكة.
وتمثل وزارتا التربية والتعليم والصحة ذراعين تنفيذيين رئيسيين، بينما تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بدور الشريك الرئيسي الفاعل تنظيماً وتنفيذاً، بينما تقوم وزارة الإعلام بدور الذراع التوعوي.
وأثنى الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم على برنامج الأمان الأسري الوطني، والشؤون الصحية في الحرس الوطني على اهتمامهم بقضايا الطفل، وما قاموا به من نشاط في مجالات الطفولة وعلى رأس ذلك جهودهم في الإعداد للمؤتمر المهم حول حماية الطفل.
وأضاف وزير التربية والتعليم أنه في إطار هذا الاهتمام بادرت المملكة إلى إنشاء (اللجنة الوطنية للطفولة) برئاسة وزير التربية والتعليم وتواصل هذا الاهتمام ليشمل الكثير مما تحقق للطفل السعودي من أوجه الرعاية التي حفلت بها خطط التنمية الخمسية المتلاحقة. وأشار الأمير فيصل إلى انضمام المملكة العربية السعودية إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1966م، وإنشاء المجلس الأعلى لشؤون المعوقين وتوفير التعليم بكل مراحله لكل طفل من البنين والبنات وجعل مرحلة رياض الأطفال مرحلة مستقلة وفصلها عن مراحل التعليم الأخرى، وتطبيق الضوابط الصحية للزواج وارتفاع مؤشرات الرعاية الصحية إلى نسب عالمية متميزة وإعداد أول نظام لحماية الأطفال، إلى غير ذلك مما تحقق للطفل السعودي، ويشمل النظام المشاركة في وضع الأنظمة والإجراءات المتعلقة بالأطفال، وإنشاء قاعدة معلومات للطفولة في المملكة مع وضع آلية لتحديث المعلومات وطرق الاستفادة منها، والعمل على إعداد دليل موحد لكل الأنظمة والتشريعات التي تتعلق بالأطفال، وتنظيم مسابقة تأليف كتب حول قضايا الطفولة بأقلام أكاديميين ومختصين لتعزيز مستوى الوعي العام بخصائص الطفولة واحتياجات النمو لدى الأطفال وأساليب التعامل التربوي معهم وتنظيم مسابقة رسم للأطفال حول أضرار العنف وطبع الرسوم لتوزيعها في حملة التوعية.
من جهته أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن الرؤية التي انطلقت من خلالها وزارة الثقافة والإعلام تجاه موضوع الطفل والطفولة تتحد في أن هذه المرحلة العمرية هي التي تشكل صورة الغد القريب والبعيد، مضيفاً أن الطفولة والمرحلة العمرية المبكرة هي التربة التي تمتص كل المكونات المحيطة والتي ستترك آثارها في شخصية الرجل أو المرأة اللذين كانا في يوم ما طفلين، إلى تلك الشخصية التي تكتمل بعد حين.
وأشار الوزير خوجة إلى أن الجانب الثقافي والإعلامي المنوط بوزارة الثقافة والإعلام، هو جانب يحتل جزءاً كبيراً في التجربة الإعلامية ببرامج لا تستجيب لقدرات الطفل الذي يجلس فيها مجلس المتلقي تنهال عليه المعلومات والنصائح.
وقال الوزير خوجة إن وزارة الثقافة والإعلام قدمت جملة من نشاطاتها الثقافية الإعلامية إلى كل شرائح المجتمع ومن بينها برامج خاصة بالطفل، ولكن برامج الطفولة تحتاج إلى الكثير من التطوير والتغيير. وأضاف: (مع ذلك لم تستوعب هذه البرامج شخصية الطفل السعودي)، منوهاً في الوقت ذاته بأن (المجتمع السعودي مجتمع فتي وأغلب أبنائه من الشباب الذين خلعوا للتو أردية الطفولة)، واعترف الوزير خوجة بأن وزارة الثقافة والإعلام لم تعط الطفل ما يستحقه، مضيفاً: (أحسب أن الطفل السعودي ينتظر منا الكثير والكثير).
وشدد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين على أن العنف الأسري لا يعتبر في المجتمع السعودي ظاهرة خطيرة كما هو الحال في بعض المجتمعات الأخرى، قائلاً إن هذه الحقيقة تعكسها الأرقام والإحصاءات المتوافرة لدى الوزارة.
وأعلن الوزير العثيمين على هامش الجلسة تدشين الخط الساخن للإبلاغ عن حالات الإيذاء 1919 وشكر برنامج الأمان الأسري الوطني في مستشفى الحرس الوطني على عقد وتنظيم المؤتمر المهم، مشيراً إلى أن المؤتمر يناقش إحدى القضايا التي تهم مجتمعاتنا العربية وهي قضية الحماية الاجتماعية من الإيذاء خاصة الموجه ضد الأطفال. ونوه إلى أن الدين الإسلامي جعل التكافل والرحمة مكوناً أساسياً في صلب الحياة، موضحاً (ولكن هذا لا يعني أنه ليس لدينا حالات إيذاء وعنف). وأضاف: (نعم لنشر ثقافة الحماية من الإيذاء لكن لا ينبغي أن يأخذنا الحماس المفرط إلى تصور أن الإيذاء قد أصبح وباءً يجتاح المجتمع).
من جهته قال وكيل وزارة الصحة الدكتور منصور الحواسي خلال كلمته نيابةً عن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة: إن التوزيع للخدمات الصحية للرعاية تصل إلى 200 مركز صحي ويهدف التنظيم إلى الرعاية الصحية للطفل في أي جهة سكنية بالمملكة وأضاف: (تبدأ الوقاية المبكرة للطفل من قبل الوزارة بفحص طبي للمقبلين على الزواج وهي حالة رعاية للطفل قبل ولادته)، مشيراً إلى أن (برنامج التطعيمات والتحصين يصل إلى ما نسبته 90% من الأطفال).
وسجلت حلقة النقاش بين وزراء التربية والتعليم والثقافة والإعلام والصحة أمس الثلاثاء تفاعلاً غير معهود بين مسؤولين رفيعي المستوى وشريحة شبابية. وطالب مدير عام التربية والتعليم في الحدود الشمالية وزير التربية والتعليم بتوضيح موقف الوزارة حيال التربية الجنسية والتربية البدنية في مدارس البنات.
فيما أجاب وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله قائلاً: (أنتم ما لدي، ولا داعم لنا سوى الإرادة)، مبيناً أنه حينما تولى وزارة التربية والتعليم فوجئ بأن لجنة الطفولة المنبثقة من وزارته لم تؤد الدور المنوط بها وأنه سيعمل على تفعيلها.