** يستيقظ (البدوي) في داخلك

كلما ثار غبار الهجن في الجنادرية..

كلما تراءى لك (الذود)

وصوت الحادي.. يمزق صوت الريح

ويهب الصحاري

لغتها البكر..

** تلفك المدينة..

بعطورها.. وروائحها

الباهظة القادمة من بلاد

الهند ومن بلاد النور..

لكن عروقك..

لا تنبض إلى لرائحة الهيل

والبن المحموس على جمر

الغضاء..

وحليب النوق يعلو زبده (الغضارة)

** يتزاحم في حياتك

ما تكتبه النسويات

وما يكتبه الساسة والشكلانيون والبنيويون..

وتقفز من مقعدك.. وتترك أوراقك

ومترجماتك..

حين يهطل صوت خلف بن هذال..

يمطر السماء

بقصيدة لها لون الوطن وخصوصية ثقافته البدوية..

** تقام المؤتمرات في باريس وبروكسل

لحفظ الهويات الثقافية العالمية..

وما يعلمون..

أننا نقيم مهرجاناً تراثياً..

سنزوره اليوم وندخله مع أزواجنا وأطفالنا وآبائنا وأخواتنا وإخواننا..

سنعبر تاريخ الوطن..

نقلب ذكرياته..

وخصوصية بدايته.. وعمق تطوره..

من خلال عرض كرنفالي يقوم عليه حاكم هذه البلاد..

** وعلى أنغام العرضة النجدية والمزمار الحجازي والطرقة الجنوبية.. ودوسري الشرقية.. ستحتفل الناس بهويتها الثقافية..

بنسغ الخصوصية الثقافية في الحرف والمعاميل والأنسجة وعروض الرقصات الشعبية.. وفضاء القصائد التي تشكل مداراً شعبياً هاماً يؤرخ الحياة وتجاذباتها اليومية..

** مثلما تحتفل الصين والهند وإسبانيا وأمريكا وألمانيا بثقافتها الشعبية وتجعل منها مصدراً هاماً لتوثيق عرى الانتماء والحفاظ على الهوية.. دعونا نحتفل اليوم.. بالجنادرية ومهرجانها التراثي الذي يبدأ بركض الهجن وسباقها كما كانت القبائل في ماضيها تفعل ويبلغ منتصف ذروته بقصيدة ابن هذال السنوية ثم يكتمل بهاؤه برقصة الملك عبدالله ببشته المقصب.. وسيفه الصقيل على أنغام العرضة السعودية.

** إنها ليلة الوطن..!!