الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح:
يرعى معالي وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري صباح اليوم وبحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء حفل توقيع عقد تنفيذ الأعمال المدنية لمشروع قطار الحرمين السريع، وذلك بقاعة مكارم بفندق ماريوت الرياض.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد صدرت الموافقة السامية على مسار مشروع قطار الحرمين الشريفين وتمويل تنفيذ المشروع عن طريق الصناديق الشخصية إضافة إلى الموافقة على تأسيس هيئة تنظيمية تشرف على قطاع النقل.
وكانت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية قد وافقت على وثائق طرح الجزء الأول من المرحلة الأولى لمشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة عبر مدينة جدة، وجرى تسليم هذه الوثائق للائتلافات الأربعة التي سبق تأهيلها وحُدِّد لهم فترة ثلاثة أشهر لتحضير عطاءاتهم الفنية والمالية لتنفيذ هذا الجزء من المشروع.
وتشمل الوثائق الشروط الفنية لتنفيذ الجزء الأول من المرحلة الأولى من مشروع قطار الحرمين السريع للائتلافات الأربعة المؤهلة لتقوم بدراستها وتقديم عطاءاتها وفقاً للموعد المحدد، فيما سيقوم الفريق الفني بالمؤسسة بتحليل العطاءات واختيار العرض الفائز خلال شهرين من تسلم العطاءات.
حيث اعتبر معالي وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدكتور جبارة بن عيد الصريصري الموافقة على وثائق طرح المشروع، وأنها تعد من أهم الخطوات ضمن إجراءات الإعداد لتنفيذ المشروع، حيث بذلت المؤسسة واستشاريو المشروع جهوداً كبيرة للوصول إلى صياغة نهائية غطت جميع الجوانب القانونية والمالية والفنية التي تتلاءم مع الأسلوب الذي سيتم تنفيذ وتشغيل المشروع بموجبه.
وبيَّن معاليه أن الوثائق شملت أيضاً جميع الاتفاقيات والشروط التي يجب الالتزام بها من قبل جميع الأطراف، مشيراً إلى أن هذا الجزء من المشروع يتعلق بالأعمال المدنية للخط الحديدي للمشروع الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مروراً بمدينة جدة ومطار الملك عبدالعزيز، بينما يتعلق الجزء الثاني من المرحلة الأولى ببناء المحطات، أما المرحلة الثانية فهي تشمل تشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات وتوريد القطارات والتشغيل والصيانة.
وتحدث معالي رئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبدالعزيز الحقيل عن المشروع قائلاً: إن مشروع قطار الحرمين يتميز بسرعته العالية التي تتجاوز (300) كم في الساعة، حيث سيكون زمن الرحلة بين مدينة جدة ومكة المكرمة نصف ساعة فقط، بينما لا يتجاوز زمن الرحلة بين مدينتي جدة والمدينة المنورة الساعتين، وسيوفر عند اكتماله وسيلة نقل غير مسبوقة في الشرق الأوسط وخدمة سريعة وآمنة لنقل الحجاج والمعتمرين والمسافرين المحليين، كما سيشكل إضافة مميزة لمشروعات التطوير التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المشاعر المقدسة، ويضع المملكة في مصاف الدول التي تقدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة.
وأردف المهندس الحقيل قائلاً: إن أعمال هذا المشروع تشمل إنشاء خطوط حديدية مكهربة بطول (450) كم مجهزة بأنظمة إشارات واتصالات حديثة. وسيكون من التزامات المتنافسين للمرحلة الثانية تأمين قطارات سريعة بالعدد الكافي لمواجهة أعداد المسافرين المتوقعة، وكذلك صيانة وتشغيل المشروع، وتوفير الطاقة الإضافية لمجابهة نمو الطلب طيلة فترة الامتياز.
ويذكر أن ستة ائتلافات من بين سبعة ائتلافات كانت قد تأهلت لتقديم عروضها، وقد جرى تغيير على هيكلية بعض هذه الائتلافات، حيث قرر ائتلافان تقديم عرض موحد لهما فيما أحجم آخر عن تقديم عرضه ليصبح العدد النهائي لهذه الائتلافات أربعة، هي ائتلاف الراجحي وائتلاف بن لادن بمشاركة ائتلاف (أو إتش إل) الدولية وائتلاف سعودي أوجيه المحدودة والائتلاف السعودي الياباني. وتضم هذه الائتلافات عدداً كبيراً من المقاولين والشركات المتخصصة في صناعة وتشغيل أنشطة الخطوط الحديثة إضافة إلى كبار المستثمرين السعوديين.
وكان معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري قد أكد على أن المملكة تسعى وتهتم بتطوير وتنمية قطاع النقل في كافة المجالات وعلى وجه الخصوص مجال السكك الحديدية.
وأوضح معاليه خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح المنتدى الدولي للسكك الحديدية الذي عقد في مدريد بأسبانيا أن المملكة تتمتع بمساحة شاسعة وتنوع بيئي وجغرافي إلى جانب لمكانتها الاقتصادية المتميزة والنمو المتسارع للصناعات والسكان بها مما يتطلب التوسع في قطاع السكك الحديدية بما يخدم الأنشطة المتنوعة الصناعية والزراعية وغيرها وبما ينسجم مع جهود تعزيز بنيتها الاقتصادية والسعي لجذب رأس المال الأجنبي.
وتطرق إلى بدايات التأسيس للسكك الحديدية في المملكة والمشروعات التوسعية التي في هذا القطاع ومنها ثلاثة مشروعات، وهي الأول: مشروع قطار الشمال - الجنوب.. الذي يجري تنفيذه حالياً بطول (2400) كيلو متر، ويهدف إلى ربط شمال غرب المملكة بالرياض من ناحية، ومن ناحية أخرى ينقل خام الفوسفات وخام البوكسايت مباشرة من شمال وسط المملكة إلى ميناء رأس الزور على ساحل الخليج العربي مما يمهد لإنشاء منشآت صناعية جديدة للاستفادة من هذه المواد.
الثاني: مشروع الجسر البري.. وهو خط حديدي بطول 950 كيلو متر يربط ميناء الملك عبدالعزيز على الخليج العربي بميناء جدة الإسلامي على البحر الأحمر مع وصلة تربط الشبكة بميناء الجبيل وهي المدينة الصناعية المعروفة عالمياً في مجال الصناعات البتروكيماوية. ويعد هذا المشروع واحداً من أكبر المشروعات التي سيتم تنفيذها في المنطقة بنظام البناء والتشغيل ثم الإعادة BOT، وسوف يكون له تأثير كبير على مسارات النقل في المنطقة حيث سيمكن من نقل البضائع الواردة من أسواق شرق آسيا عموماً عبر ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وأسواق أوروبا وأمريكا الشمالية عبر ميناء جدة الإسلامي، ويعني ذلك جذب المزيد من التجارة العابرة وتحقيق وفورات في اقتصاديات النقل في المنطقة.
ويتوقع أن يصل عدد الحاويات المتداولة على الجسر البري في عام 2015م إلى أكثر من 700 ألف حاوية نمطية، أي ما مجموعه ثمانية ملايين طن من المشحونات.
الثالث: مشروع قطار الحرمين السريع.. وهو عبارة عن خطوط حديدية مكهربة بطول يزيد عن 500 كيلو متر تربط المدينة المنورة بمكة المكرمة عن طريق مدينة جدة مروراً برابغ على ساحل البحر الأحمر. ويخدم هذا الخط بشكل أساسي حركة المسافرين الزوار والحجاج، حيث يفد إلى الأماكن المقدسة في الوقت الحاضر أكثر من أربعة ملايين ونصف مليون زائر، كما تقوم المؤسسة بدراسة مشروعين مهمين للتوسع في مشروعات سكة الحديد لربط غرب المملكة بالخطوط المقترحة.
الجدير بالذكر أن معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري قد قام بزيارة للمعرض المتخصص الذي أقيم على هامش الملتقى اطلع فيها على آخر التطورات وأحدث التقنيات والمعدات والأجهزة في مجال السكك الحديدية.