قرأت قصيدة لأديب العربية مصطفى صادق الرافعي المتوفى في 1356هـ بعنوان (اللغة العربية والشرق) ومنها:
|
أم يكيد لها من نسلها العقب |
ولا نقيصة إلا ما جنى النسب |
كانت لهم سببا في كل مكرمة |
وهم لنكبتها من دهرها سبب |
إذا اللغات ازدهت يوماً فقد ضمنت |
للعرب أي فخار بينها الكتب |
وفي المعادن ما يمضي برونقه |
يد الصدا غير أن لا يصدأ الذهب |
فكانت هذه الأبيات تحية وجوابا:
|
شكوى أباح بها شيخٌ يؤرِّقه |
ما حلَّ في قومنا من بعد ما غلبوا |
(أُمٌّ يكيد لها من نسلها العقب) |
وقد تنادوا إلى التطوير وانتسبوا |
في لُجَّة البحر قد تاهت مراكبنا |
وزامر الحيِّ قد أودى به النَّصب |
وتلك حالتنا في ظلِّ غفلتنا |
لما أضعنا الهدى حلّت بنا الكرب |
رطانة الغرب سمٌّ في ثقافتنا |
يدعو لها فئة من كأسهم شربوا |
رطانة الكفر قد نادت بذلّتنا |
هم دنّسوا عرضنا والفكر قد سلبوا |
في موطن الضاد ميلاد لعزّتنا |
أنعم به نَسَبٌ ما بعده نسب |
نذود عن لغة جاء الكتاب بها |
ومن مفاخرها قد جاءنا العجب |
إذا تَشَدَّق غرٌ في ثقافته |
وقال قد خسرت في حربنا العرب |
فإن أردنا نهوضاً من هزيمتنا |
فلنهجر الدِّين ولنركب كما ركبوا |
فمنهج الدِّين لا يسمو بواقعنا |
ومن شعائره قد نالنا التعب |
تباً لقوم رأوا في الكفر عزّتهم |
صهيون رأس وهم من خلفه الذَّنب |
لم يسطع الكفر أن يمحو أصالتنا |
وقد كفانا إله الكون ما جلبوا |
جيوشهم هزمت، آمالهم نسفت |
وخيّب الله ما قالوا وما حسبوا |
وكل من حارب الرحمن يهزمه |
جند من الله للإصلاح قد وثبوا |
|