بأرضِ المجدِ، أرضِ المعجزاتِ |
يشعُّ النورُ من ماضٍ وآتِ |
بها نزلَ الهدى في الخلقِ جمعاً |
ليرشِدَهم إلى دربِ النجاةِ |
ينيرُ قلوبَهم من كلِّ جهلٍ |
ويسمو بالجوارحِ والنِّياتِ |
وفيها أُنزلت آياتُ ربّي |
على خيرِ الورى بالبيّناتِ |
تَدُلُّ العالمين إلى طريقٍ |
مُكلَّلةٍ بفيضِ الطّيباتِ |
وتُخرِجُهم من الظلماتِ رُشْداً |
إلى نورِ الهدى والصَّالحاتِ |
وتُنذِرُهم بحشرِ الخلقِ يوماً |
وتدعوهم لِنبذِ الموبقاتِ |
تعرِّفُهم بأنَّ الله ربٌّ |
لهُ إيمانُ كلِّ الكائناتِ |
وفيها قد علا صوتٌ يُنادي |
على الأرجاءِ حيَّ على الصلاةِ |
ودينُ الحقِّ فيها قد تجلّى |
ليبقى ساطِعاً دومَ الحياةِ |
وفي أرجائِها (المختارُ) نادى |
لنشرِ الدينِ في كلِّ الجِهاتِ |
فلبّى دعوةَ الإيمانِ جُندٌ |
وردَّدهُ صهيلُ الصافِناتِ |
ومنها شُعلةُ الإسلامِ طافت |
على أهلِ الديارِ القاصياتِ |
فأشرقَ نورُها في كلِّ شِبرٍ |
يُبدِّدُ ليلَهم بالسَّاطِعاتِ |
وأضحت رايةُ التوحيدِ رمزاً |
لمجدٍ خالدٍ في الدَّهرِ آتِ |
لهُ صقرُ الجزيرةِ قد تجلَّى |
كبدرٍ ساطعٍ في الحالكاتِ |
تولَّى أمرَهُ عزماً وأرسى |
قواعِدَهُ على أرضِ الثَّباتِ |
فهبَّ بِقوَّةِ الأبطالِ يوماً |
وأقصى كلَّ جبَّارِ وعاتِ |
ونادى في مدى الأرجاءِ صَوتٌ |
سرى عبرَ النُّفوسِ الخَيِّراتِ |
إلى عبدِ العزيزِ المُلكُ أضحى |
على نهجِ الأمورِ الواضِحاتِ |
فعمَّت فرحةٌ في كلِّ قلبٍ |
وطافَ البِشرُ كلَّ الناحياتِ |
وثبَّتَ حُكمَهُ في كلِّ شِبرٍ |
بعونِ الله ربِّ الجَارياتِ |
وفي أرضِ الجزيرةِ قد أجَابَت |
بِصدقِ العَهدِ كلُّ الخافِقاتِ |
وسارَ بِركبِهِ الميمونِ فيها |
ليجمَعَ شملَها بعدَ الشِّتَاتِ |
وبثَّ الأمنَ والآمالَ فيها |
ووحَدَها على دربِ الهُداةِ |
وفيها قد بنى مجداً عظيماً |
ومملكةً سمت في العَالياتِ |
وأكمَلَ مجدَهُ الأبناءُ عَزماً |
تجسَّدَ في القلوبِ البَاسِلاتِ |
أقاموا دولةً عُظمى استحالت |
سطورَ الفخرِ في ثَغر الرُّواةِ |
وشادوا نهضةً كبرى تجلَّت |
على كلِّ الرُّبوعِ السَّامياتِ |
أطلَّت من فضاءِ البِيدِ حتَّى |
ضِفافَ البحرِ مِن بعدِ الفلاةِ |
ومِن مُدُنٍ إلى أعمَاقِ رِيفٍ |
ومِن سَهلٍ إلى قِمَمِ السَّراةِ |
فعمَّ الخيرُ فينا كلَّ نفسٍ |
وعاشَ الكلُّ في رَغَدِ الحياةِ |
فما مِن بُقعَةٍ إلا توشَّت |
جَمالاً بالصُّروحِ الرَّاقياتِ |
فهذي قلعةٌ بالعِلمِ تزهو |
وتِلكَ معَاهِدٌ للتَّقنياتٍ |
وتِلكَ مصانِعٌ وصروحُ طِبّ |
وأبحاثٌ بِقلبِ الجَامِعَاتِ |
رِجَالٌ دَوَّنَ التاريخُ عنهم |
سُطوراً قد حَوَت أسمى الصِّفاتِ |
أحاطوا شعبهم حُباً وجُوداً |
وكانوا في المَدى خيرَ الوُلاةِ |
وحفُّوهم بأنواعِ العَطايا |
وجادوا بالأيادي الضَّافياتِ |
وصدُّوا فتنةَ الإرهابِ عنهم |
وكانوا دونهم خيرَ الحُماةِ |
ودِرعاً واقياً من كلِّ شرٍّ |
وسيفَ الحَقِّ في وجهِ الطُّغاةِ |
فعمَّ الأمنُ فينا كلَّ شِبرٍ |
وأضحى كالظِّلالِ الوَارِفاتِ |
وأضحت أرضُنا المِعطاءُ نوراً |
لها تهفو جموع الجالياتِ |
- جازان |
|