ما المقاس الذي يناسبك؟ كل المقاسات متاحة، فشاشات التلفزة لم تعد تلك التقليدية التي تتحدث عن عشرين بوصة أو ست عشرة بوصة.
ليس المقصود طبعاً الشاشات الكبيرة فقط، فهناك الشاشات التي تتنافس في صغر حجمها، فتقزَّم بعضها ليصبح اثنتي عشرة بوصة، بل وتمادى بعضها في الصغر ليكون ثماني بوصات فقط لا غير!
الصناعات التقنية قادرة الآن على إنتاج الأجهزة التي نريد، وبالأحجام التي نريد.. والتنافس في هذا المجال ليس وليد اليوم، فأجهزة المذياع (الراديو) كانت منذ عقود قليلة ذات أحجام كبيرة، بَيْد أن تقنيات الترانزيستور قلَّصت هذه الأحجام، فأصبح بالإمكان اقتناء راديو بحجم كفة اليد قادر على الخدمة الإذاعية بكفاءة لم يبلغها أبداً نظيره السابق.. لكن التنافس في مجال أجهزة الراديو كان في تصغير الحجم وليس تكبيره، أما في التلفاز، فقد سار التنافس في الاتجاهين: التكبير والتصغير.
الكوريون فاجؤوا العالم العام الماضي بأكبر شاشة كريستال تلفزيونية بلغت اثنتين وثمانين بوصة، وهي شاشة تحتاج إلى قاعة ضخمة ليمكن متابعة البث من خلالها.. لكن ذلك لم يكن نهاية المطاف، فالتنافس مستمر، والكثير من المدن العربية والأوروبية تشهد حالياً شاشات ديناصورية تبلغ مساحتها اثني عشر متراً مربعاً، ومثالها الشاشة الكبرى التي نصبت في ميدان الكاظمية ببغداد الشهر الماضي.
لكن التلفزيونات الصغيرة التي تعمل بتقنية الكريستال السائل ازدهرت أيضاً، بل إن التلفزة التي تعمل من خلال شاشة الجوال وقفت دليلاً على أن تكبير الشاشات لم يصاحبه أبداً تقلُّص في اتجاه التصغير.
الجديد هو الاتجاه لتقليص سماكة التلفزيونات، وهذا أمر بزغ مع عهد الشاشات المسطحة.. وبدأنا نلحظ أن (ظهر) التلفزيون بدأ يتقلَّص، وأن الشاشات بدأت تأخذ الشكل المسطح دون وجود ظهر أو بطن لها. وفي هذا المجال فرد اليابانيون عضلاتهم مجدداً، ودشنوا مؤخراً تلفازاً بشاشة اثنتي عشرة بوصة، لكنه بسماكة ثلاثة سنتمترات فقط لا غير!
التلفزيون الجديد سيكون للمطابخ والحمامات، وسيكون بإمكان صبي صغير حمله وتعليقه في الحائط بكل يسر وسهولة.
التقنية حبلى بالمزيد، ومن يعش رجباً يرَ عجباً!
Shatarabi@hotmail.com