في مهرجان الجنادرية السنوي الذي ينظمه الحرس الوطني بمشاركة كبيرة وفعالة من قبل جميع قطاعات وأجهزة الدولة الرسمية والشعبية، بحضور وطني وعربي ودولي، نسترجع ونتذكر ماضينا العريق الذي يمثل لنا صفحة فخر وعز صنعته سواعد أجدادنا، على الرغم مما كانوا يعيشونه من شظف الحياة والقسوة، ومع ذلك ظلوا متمسكين بأرضهم، تلك الأرض التي كانت لهم العرض والحماية والأمان والشرف والقوة والمنعة، لملموا شتاتها تحت راية توحيد عالية، فقاموا على بناء كيان في وقت يعتبر معجزة قياساً بتأريخ الأمم الحديثة والمعاصرة.

تجسد لنا هذه المناسبة التي نعيشها هذه الأيام حب الوطن من خلال الأنشطة والفعاليات التي تقيمها وتنظمها الجهات المشاركة، بداية بالنشيد الوطني. ولا تقتصر هذه المناسبة على أنها احتفال بل تتعداه لتكريس مفهوم المواطنة، خاصة لدى فئة صغارنا الذين تشبعوا بحب الوطن.

يحمل مهرجان الجنادرية للتراث الوطني في طياته الدروس والعبر التي يجب علينا وعيها والتأسي بها، كيف لا وهو يمثل تلاحم أبي متعب وحبه لشعبه، وذلك عندما نزل من المنصة الرسمية لتحية أبنائه الصغار.. فأي روعة وأي تواضع يتمتع به ملكنا المحبوب ملك الإنسانية لشعبه، الذي بادله حباً بحب، فهل يعي الجميع الدرس الذي أعطاه أبو متعب للجميع.