نعيش هذه الأيام مناسبة عزيزة على قلوبنا قيادة وشعبا.. كباراً وصغاراً.. رجالا ونساء، حيث تشهد مدينة الرياض حاضرة المملكة العربية السعودية هذه الأيام فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية في دورته (الرابعة والعشرين)، الذي يحمل مضامين ومعاني وطنية سامية، يأتي في مقدمتها ترسيخ القيم الأصيلة للشعب السعودي وإحياء تراثه وإبراز مكوناته وموروثه الثقافي العريق، وإيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي والإنجازات الحضارية، وتشجيع اكتشاف التراث، والعمل على صقل قيم الموروث الشعبي، والتعريف بالموروث وإعطاء صورة عن الماضي.
تحظى هذه المناسبة - بما تحكيه من معان ولما تجسده من مضامين - بمشاركة جميع أجهزة الدولة والقطاعات الأهلية، من خلال أداء منسجم وإيقاع متناغم، وفي وحدة عضوية متماسكة تحكي تاريخ المملكة العربية السعودية ومهارات شعبها العربي الأصيل، صاحب الذوق المرهف والمعدن الصلب، بل تضيف إليها ما استجد من ملامح التجديد ولمسات الحداثة، مسايرة بذلك ناموس التطور وسنن الحياة في التقدم.
تأتي هذه المشاركة من الجميع في هذا الحدث التاريخي لتحقيق الغاية المنشودة منه، للتأكيد على هويتنا العربية والإسلامية، وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه، ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلا للأجيال القادمة.
فالمهرجان الوطني للتراث والثقافة يعد أحد معالم التلاحم الفكري والثقافي الذي يربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير، الذي يشكل جزءا كبيرا من تاريخ البلاد، حيث نسعى جميعنا من خلال هذه المشاركة إلى إبراز الإنجازات الوطنية واستعراض تطورها قديما وحديثا، لتعريف الجمهور بالنقلة النوعية التي تشهدها المملكة في كافة مناحي الحياة، منذ عهد المؤسس - طيبا لله ثراه - حتى هذا العهد الزاهر.
ختاما أسأل الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، وأن يمدهما بالصحة والعافية لمواصلة مسيرة البناء والإصلاح، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وأن ينعم على المملكة بالمزيد من التقدم والازدهار والأمن والرخاء.
المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة الرياض