يمثل المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) عنوان عريض يختصر المسافات ويختزل الزمن الذي يفوح عطراً يعبق بالأصالة والتراث، إنها مساحة عشق لهذه الأرض الطيبة المباركة.

والحديث عن الجنادرية يكاد لا ينتهي.. فقد لمحه ولمسه الجميع في الوجوه وبلغة العيون التي تشع فرحاً، كيف لا والناس أكثر بهجة وهم يستنشقون (عطر التاريخ) في كل ركن وزاوية في الجناردية، التي تجسد التراث الأصيل لمختلف مناطق المملكة؟ فمنذ افتتاحه عام 1405هـ والمهرجان يزداد شبابا عاما بعد عام، ولعل أبرز فعالياته سباقات الهجن التي يكون لها عشاقها، إلى سباقات الخيل والتحمل التي يحضرها آلاف المشاهدين من محبي الفروسية، ومن السوق الشعبية التي تعرض تراث المناطق والمهن الحرفية كالحدادة والنجارة والخرازة والعطارة، أيضا هناك الأزياء الشعبية للمرأة السعودية التي امتازت بها كثير من مناطق المملكة، إضافة إلى ما تعرضه من الفنون والألعاب الشعبية التي لاقت على مر الأعوام الماضية استحسان ورضا الجميع من مشاهدين ومتابعين.

وقد ظلت هذه الاحتفالية تلاقي في كل عام ردود أفعال واسعة لدى كبار السن في جميع مناطق المملكة، وكذا صغار السن، حيث استطاعت الجنادرية منذ انطلاقتها أن ترسم صورة عن الماضي الذي عاشته هذه البلاد الغالية، وذلك حتى يعيشها هذا الجيل ولو للحظات.

إن الجنادرية كشفت النقاب لشباب هذا الجيل كيف كان يعيش أجدادهم، وكيف تكيفوا وجعلوا من المواد الخام والبسيطة معدات وأدوات لتساعدهم في الحياة.

إننا نرى في الجنادرية تشجيع الجيل الحاضر على معرفة تراث آبائهم والاستفادة منه قدر الإمكان، كالاعتماد على النفس وتقدير الذات الإنسانية وتكييف الطبيعة لما يسهم في تقدم الإنسان وازدهاره.