إن تميز مهرجان الجنادرية نابع من المكانة الكبيرة التي تحظى بها المملكة، قيادة وشعباً، على كافة المستويات العربية والإسلامية والدولية.. حيث يسهم مهرجان الجنادرية الثقافي في الربط بين ماضي هذه الأمة وحاضرها، بل أصبحت لهذا المهرجان مكانة على الساحة التراثية والثقافية، بل والفكرية، حيث أضحى حدثاً فكرياً وطنياً وعربياً ودولياً شاملاً، يستقطب المثقفين في الوطن العربي والعالم، ويشهد من عام إلى عام تطوراً وتنوعاً ملحوظاً وواضحاً.
أصبح هذا العرس الوطني محط أنظار المتابعين والمهتمين بالتراث الفكري والثقافي والفني والأدبي المتنوع من المثقفين والمفكرين والسياسيين والفنانين العرب في كل مكان، وذلك نظراً لما يتميز به من تنوع وتعدد في إبراز شتى الفنون والنشاطات الثقافية والفكرية والفنية الإبداعية السعودية، التي أصبحت تحظى باحترام وتقدير كبيرين، وتحقق تقدماً من عام إلى آخر.
ونشعر سنوياً بالفخر والارتياح ونحن نتابع فعاليات المهرجان الثقافي الفكري الأدبي المتنوع والزاخر بكل الفنون والآداب، كما نتابع بشغف ما يقدمه المشاركون من إبداعات فنية وفكرية وثقافية متنوعة، ونحن لا نعتبر المهرجان عملاً فكرياً وثقافياً للمملكة فحسب، ولكنه رافد فكري وثقافي وحضاري للأمة العربية والإسلامية. كما أن إقامة مثل هذه المهرجانات تخلق نوعاً من التقارب بين الأجيال.
مهرجان الجنادرية تبنّى عبر مسيرة ربع قرن قواعد وأفكاراً تجسّد الهدف من إقامته، وهو الحفاظ على التراث الشعبي الوطني وتجسيده كل عام عبر تجليات الشعر والحرف البيئية، وبخلاف ذلك فإن المهرجان ثقافي يهتم بمناقشة المتغيرات التي تحدث في زماننا المعاصر، من خلال دعوة العديد من المفكرين والأدباء والمبدعين، لمناقشة أحوال الثقافة العربية وعلاقتها بالعالم، ويعطي مساحة لتقابل المبدعين السعوديين بنظرائهم من المبدعين العرب وغير العرب.
سعد بن مسفر القحطاني
رئيس جناح وزارة الصحة بالجنادرية