أضحى مهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة علامة مضيئة وفارقة في عالم الفكر والأدب والثقافة الوطنية، لما يجسده من معان ومضامين تؤكد ارتباط الإنسان السعودي بأرضه وإرثه المجيد الذي يصدره لشتى بقاع العالم عبر هذه المناسبة المجيدة، كما يعد مهرجان الجنادرية نقلة فكرية وعلمية جديدة، تجسد مفهوم التلاحم بين الموروث الشعبي والإنجازات الحضارية.
والمتابع لهذه المناسبة الوطنية المهمة يرى أن فكرة الجنادرية بدأت اهتمامها بالموروث الشعبي ثم تطورت عبر مسيرته خلال 25 عاماً، ليصبح المهرجان واحة للأدب والفكر، ومنبراً يستقطب خيرة الأدباء والمثقفين والمفكرين من جميع بقاع العالم، أولى هذه المراحل مرحلة إحياء وتجسيد صورة المجتمع السعودي بخصائصه وعاداته وتقاليده وأدواته وثقافته، ونشر تاريخ نجد، لتدور هذه المرحلة في فلك التراث والأفكار في المملكة العربية السعودية، كما تعدى في المرحلة الثانية نطاق الحدود المحلية وخرج بالمهرجان شكلاً ومضموناً إلى أطر أوسع وبدأ بمناقشة قضايا وهموم وشجون الأمة العربية والإسلامية بشكل عام، ليصبح في شكله الآن تظاهرة عالمية تتناول قضايا تمس الإنسان في كل البقاع، دون أن يفقد المهرجان هويته وقيمته العربية والإسلامية، وبدأ بطرح ومناقشة مفاهيم عالمية كالعولمة وحقيقة الإسلام.
رئيس اللجنة الإعلامية والمشرف على المعرض التوعوي بالجنادرية