Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/03/2009 G Issue 13314
الخميس 15 ربيع الأول 1430   العدد  13314

هذرولوجيا
شعر سمو الشيخ
سليمان الفليح

 

أعرف شعر سمو الشيخ محمد بن راشد منذ ما يقارب ثلاثة عقود مضت وأعرف رقة الشعر فيه ورهافة العبارة وجمال المفردة وشساعة الخيال الذي يمتد حتى أواخر الأفق في صحرائنا الجميلة الممتدة من البحر للبحر، وحيث النوارس تحمل أغانيه الجميلة لتصدح في رحاب الكون، ولكنني لا أعرف بل لم أسمع قطعاً أنه يغرد باللغة العربية الخالدة، وبالأمس القريب قرأت له قصيدة عمودية عصماء وباللغة العربية الفصحى، وكان صوته البهي يوغل في أعماق اللغة هكذا:

كيف اتفقنا أنا والصبح في ثانية

من بعد مستتر منه ومنفلق

ثم (يسفهل) سموه ليتحدث عن الحضارة العربية التي راهنا عليها طويلاً نحن الشعراء الذين نحلم بمساحة ضيقة تأوينا، بعيداً عن هذا العالم الكذوب نحلم باستعادات مجد أمتنا العظيمة التي أسدلت عليها الأحداث المتكالبة (الشنار) والعار، وكان سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم يبشرنا بالأمل المرتجى العظيم، إذ يقول بصوته الإماراتي الفظيع:

يا كاتب المجد سجل عن مآثرنا

ما لم يروق الحساد ولم يرق

والمجد ليس الذي شادت أوائلنا

إن لم نزده بفكر الفاهم الحذق

وبما يشبه هذا البيت الرائع كان أمين الريحاني يحدق في بيت بمدخل مجلس عبد العزيز المؤسس العظيم وقال له الريحاني قل (يا طويل العمر):

نبني كما كانت أوائلنا تبني

ونفعل (فوق ما فعلوا)

وها هو سمو الشيخ محمد بن راشد يفعل بإمارته الفائقة ما فعل إذ يقول بثقة عالية:

وكيف أنا أعدنا شمس أمتنا

من بعد أن قاربت تدنو من الغسق

***

هكذا نمد أيادينا البيضاء نحن الشعراء لكيلا تسقط شمسنا الجميلة ولكي (لا تدنو من الغسق) لكي تشرق شمسنا الصباحية ملء الأفق بإشراقة هذه الإمارة المشرقة وحاكمها العظيم.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد