دبي - محمد شاهين
كانت أمسية شعرية مميزة تلك التي ألقى فيها صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن مجموعة مميزة من قصائده مسك الختام لأمسيات مهرجان دبي الدولي الأول للشعر بحضور جماهيري مكثف، حيث امتلأ مسرح القاعة عن آخره بجمهور تجاوب مع الشاعر الكبير.
كانت الأمسية سجالاً بين كل من الشاعر الأمير والشاعر الجنوب إفريقي الشهير برايتين برايتنباخ الذي بعث برسالة شكر وتحية إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مبادرته الكريمة عبر هذا المهرجان الذي يجمع الشعراء تحت سقف واحد.. هو سقف الشعر والمحبة والسلام.. ويعلق الشاعر برايتنباخ على الأمسية التي جمعته والأمير بدر بن عبد المحسن قائلاً: (طالما ألقيت الشعر ولكن هذه المرة الأولى التي ألقي فيها الشعر بمشاركة أمير).
افتتح الأمسية الشاعر برايتنباخ حيث دعا الشعراء إلى أن يذهبوا إلى مناطق الألم بالعالم في فلسطين والصومال وأفغانستان وإفريقيا لأن الشعراء هم ضمير العالم. ثم قرأ برايتنباخ قصيدة رائعة اسمها (دردشة بدوية مع محمود درويش) بعد أن أعرب عن شعوره بالحزن العميق على رحيل صديقه محمود درويش الذي كان يمثل قيمة كبرى في عالم الشعر والإنسانية. ومن بين أبيات القصيدة التي قام الممثل العربي السوري سامر المصري بإلقائها بالعربية في ترجمة مصاحبة:
بعد ذلك صعد صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن خشبة المسرح ووجه الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على استضافته لهذا الجمع الكريم من الشعراء. بعد ذلك بدأ قصائده بقصيدة وطنية وأتبعها بقصيدة تغنى فيها بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز. بعد ذلك قدم الشاعر الأمير لجمهوره عدداً من قصائد الغزل الشهيرة والتي حظيت باستجابة كبيرة بين الجمهور العربي، لا سيما الخليجي الذي بدا وكأنه يحفظ قصائد الأمير عن ظهر قلب. واللافت أن الأمير استجاب لطلب جمهوره حيث ألقى العديد من القصائد التي اقترحها عليه الجمهور.
ومن القصائد العذبة التي ألقاها الأمير:
الجريدة..
ادري وش سر الجريدة
به أحد.. يقطع وريده..
وينزف أخبارٍ جديدة..
وحنا نقراها الصباح..
دنيا مكتوبة ف ورق.. دنيا من دم.. وعرق..
دنيا مجنونه ارق.. وهم..
انسرق.. احترق.. المهم
كلها أخبارٍ سعيدة
وحنا نقر لها الصباح..
لو طبعنا.. صفحة ما فيها خبر..
لا حروف.. ولا صور
صفحة يملاها البياض..
صفحة تملانا بياض.. ما يعكرها الحبر..
كان ذي الصفحة الوحيدة
اللي اقرأها الصباح.. في الجريدة
قصيدة أترامى
أترامى
هذي عاداتي
في كل العمر مرة.. أترامى..
وصدقيني في حياتي..
ما هقيت اني عقاب.. ولا يمامه..
انما لعيونك إنتي..
طرت لاجمل ابتسامة
لين قلتي وين جناحانك..؟
وين جنحاني..؟! وطحت..
طحت من أعلى غمامة..
أنا ما ادري مريت بين أصابعك رمل..
او على خصلات شعرك.. ماء..
كانت غبارٍ وظلما
وكنت أطيح..
وهذا آخر ما اتذكر..
وين ظنك با تجرح.. واتكسر
ف أي رمل.. أي صخر.. او عدامه..
ما هقيت أني عقاب ولا يمامه
انما لعيونك إنتي..
طرت لاجمل ابتسامة
وما ابي غير السلامة
من الجروح.. ومن التداوي
كيف أمس الأرض.. واطيح متساوي
انا صدقت الصغار.. يوم قالوا:
من يحب القمرا يرحل.. لآخر أرض
وينتظر تالي نهار..
ولا ظهر منها شبر..
عانق القمرا.. طمر..
كيف ضاعت كل أحلامي هقاوي..
يوم قلتي: وين جنحانك..
وين جنحاني..؟! وطحت..
طحت من أعلى غمامه..
ثم طلب الأمير من الشاعر برايتنباخ أن يعود للمسرح ليلقي قصيدة أخرى أمتع بها الجمهور وكان اسمها فنجان الكلمات، صورت معاناة الإنسان وأحلامه بصخب الصور التي تذكر بمفردات درويش أيضا وكأن برايتنباخ أراد أن يذكرنا بأن الشعر جسد واحد وبأن درويش لم يمت.
بعدها عاود الأمير قراءة أشعاره البديعة التي تجاوب معها الجمهور.