من تجارب الحياة التي مررت بها شخصياً، ومن واقع ملموس كانت هي أغلبية مادة مقالاتي السابقة ومن الظواهر التي اكتشفتها أخيراً هي أن بعض المستلقين والمتطفلين على موائد بعض الرجال الذين أنعم الله عليهم بالمال، مما أفقدهم الفراسة أو تمييز الرجال بعضهم عن بعض مع حب للشهرة، يصغون بأسماعهم إلى أولئك الذين أخذوا بممارسة مهنة نقل ما يقال عن ذلك الرجل الذي عد نفسه من الكرماء في المجالس من مدح أو ذم، وهم لا يحرصون على إيصال الكلام الطيب حتى لو سمعوه، ولكن لو سمعوا كلمة انتقاد صغيرة أو اختلاف في وجهات النظر التي لا تفسد للود قضية أضافوا لها الكثير وأوصلوه له. كل ذلك من أجل أن يظهروا بمظهر المود والمحب له ليحصلوا في النهاية على شرهة مالية هي عبارة عن (بدل نميمة).

وقد سألت أحدهم في أحد المجالس، وهم كثير قائلاً له: أسألك يا فلان بالله العظيم: هل ترددك على أحد التجار بكثرة ونقلك للكلام.. هل هو صلة قربى بينك وبينه، أو جيرة قديمة، أو محبة في الله، أو لأجل مصلحة دنيوية؟ فلاحظ الحضور عليه الاندهاش والتلعثم عند الإجابة؛ حيث اتضح أنه له مصلحة مادية وأنه من الباحثين عن (بدل النميمة).

* وقفة من شعر جري الجنوبي: