الجزيرة - الرياض:
جدد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ التنويه بما تحظى به جمعيات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في جميع مناطق المملكة من رعاية كريمة من المسؤولين في المملكة جميعا، مبيناً معاليه أن الوزارة هي التي تشرف على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم عبر المجلس الأعلى للجمعيات الذي يضم أكثر من (15) من المتخصصين والخبراء والمتابعين لذلك.
وأكد معاليه- في إجاباته الصحفيين عقب ترؤسه اجتماع الجمعية العمومية للمركز الخيري لتعليم القرآن الكريم وعلومه الليلة الماضية - أن الجمعيات نظمت أعمالها كثيراً في السنوات الأخيرة وذلك من عدة جهات، الجهة الأولى، جهة الحلقة في المسجد باقتصار الحلقات على تعليم القرآن الكريم دون أنشطة أخرى في ذلك وقد غطينا في تطبيقها نحو من 50% إلى 60 %، والثاني هو ناحية انضباط معلم القرآن الكريم ومراقبة المعلم ورفع مستوى أدائه لتعليم القرآن الكريم عبر إجراء اختبارات متعددة له، أو إلحاقه بدورات، أو أن يكون خريجاً لبعض المعاهد المتخصصة في تعليم القرآن الكريم، أما من جهة المنهج الذي يدرس فقد تم تغطية الكثير من تصحيح ما يدرس خاصة في الجوانب التفسيرية من القرآن الكريم وما تشتمل عليه من عقائد لابد أن تكون صحيحة موافقة للعقائد المنقولة عن سلف هذه الأمة الصالح والانضباط في ألا يكون في هذه الحلق أي أنشطة ليست متفقة مع منهج المملكة العربية السعودية الوسطي الاعتدالي الذي دائماً يحرص فيه ولاة الأمر على أن يكون تعليم القرآن الكريم هداية القلوب، ولإنارة الطريق، ولقرب الناس من ربهم - جل وعلا -.
وزاد معاليه قائلاً: أما من الجهة الإدارية فضبطت الجمعيات بلوائح مفصلة لها، مشيراً إلى أنه تم عقد عدة ملتقيات كبرى حضرها جميع منسوبي الجمعيات في عدد من مناطق المملكة في الطائف وجدة الرياض والدمام وغيرها، حيث صدر عنها توصيات طبقت في ضرورة أن يكون العمل في الجمعيات بعيداً عن الانفرادية والآن نرتقي بالجمعيات إلى تطبيق اللوائح سواء في الجانب الإداري والهيكلة أو في إعمال عمل مجالس الإدارة والقرارات التي تصدر منه أو في المراجعات المحاسبية القانونية للحسابات والمصروفات، والوارد والمنصرف وهذا عام في جميع الجمعيات. وشدد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في هذا الصدد - على أن البناء الإداري والمحاسبي خطت فيه الوزارة خطوات متقدمة بحيث لا توجد جمعيات في المناطق إلا ولديها مراجع محاسبي خارجي ويزود الوزارة بهذه المصروفات بالإضافة إلى أن جميع الحسابات في بنوك تكون باسم الجمعيات، فلا يمكن أن تكون باسم أي شخص، ولا يقبل فتح أي حساب لأي جمعية أو مركز أو مدرسة إلا أن تكون باسم الجمعية نفسها وأن يكون التواقيع عليها من عدد من الأشخاص، وأن نزود بالوزارة ببيانات عن ذلك.
ورداً على سؤال عن الخطاب الديني، وأن خطب الجوامع لا تزال تفتقر إلى الواقعية؟ وكيف يقيّم معاليكم حاجة المجتمع إلى تجديد الخطاب الديني؟ أجاب معالي الوزير آل الشيخ قائلاً: التجديد في أمر الدين، والتجديد في وسائل الإبلاغ، والتجديد فيما يدخل في نطاق الاجتهاد هذا من واجبات المجتهدين والمصلحين، والمسئولين الذين يلبون ارتباط الناس بالشرع لأنه لولا التجديد أو التحديث ونقل الناس إلى ما هو أفضل من التنظيمات، أومن الاجتهادات الفقهية وما أشبه ذلك لبقي الناس بعيدين عن هذا الدين لذلك نرى أن من اللوازم المهمة أن يكون هناك مراجعة دورية للأداء وخاصة في وزارة الشؤون الإسلامية مراجعة دورية في أداء الأئمة والخطباء، وفي عمل الدعاة، وفي مخاطبة الناس، والخطاب الديني في القنوات الفضائية، أو مواقع الإنترنت وما أشبه ذلك.
وبين معاليه أن خطبة الجمعة يلقيها إنسان بواقعه، وبما لديه من معلومات سواء يكون معلما أو مدرسا أو موظفاً، فلدينا نحو (14) ألف جامع بالمملكة ولدينا حوالي (73) ألف مسجد للصلوات وبالتالي فإن هذا العدد الكبير لابد أن يكون مختلفاً، لا بد أن يكون هناك مستويات متباينة، فيهم المتميز، والمتوسط، الضعيف لذلك تعاملنا مع ضعاف المستوى بإلحاقهم بدورات تدريبية بعدد من مناطق المملكة منها على سبيل المثال دورة تدريبية في مدينة جازان، وفي الرياض، وفي عنيزة، وفي الجوف، والآن نحن نسير على ذلك في أكثر من مكان.
وأضاف معاليه يقول: يجب علينا أن نعترف أن تغير الخطاب الديني ليس بالسهل لأن الواقع في فهم الناس وخاصة الخطباء لكيفية علاج المشكلات هذا صعب، ويتطلب مهارة خاصة، ومستوى ثقافيا وعلميا وشرعيا، ويتطلب اختلاطا ببيئات حتى يعرف مستوى المخاطبين، وكيف يخاطبهم. والوزارة عملت في هذا الصدد برنامجا أسمته برنامج العناية بالمساجد وراجعت من خلاله أوضاع الأئمة والخطباء في جميع أنحاء المملكة، وأبعد عدد كبير، وألحق عدد كبير بدورات، وصححت الكثير من الأوضاع، وغطينا ما بين (10.000) إلى (15.000) ألف منهم ومازال أمامنا سبعة أضعاف ذلك ومع ذلك أننا نحتاج إلى وقت طويل، المهم أن الخطط وضعت، وأننا نسير في الطريق الصحيح نسأل الله التوفيق والسداد.