عاصفة الغبار التي هجمت على مناطق في المملكة ومنها الرياض الثلاثاء قبل الماضي فتحت الباب واسعاً للنقاش حول مدى استعدادنا لمواجهة الكوارث؟ وليس هذا فحسب، ولكن عن مدى قبولنا للنقد وتحمل المسؤولية عند التقصير في أداء العمل وتحمل الواجب!، وكيف سنتعامل مع كوارث شبيهة أو ربما أسوأ في المستقبل لا قدر الله.
هذه العاصفة التي حطت على حين غرة تفاجأ بها الجميع وتأذوا منها وخاصة الأطفال وكبار السن والمرضى، كما أنها أحدثت ذعراً خاصة بين الأطفال في المدارس، وأقلقت أولياء أمورهم، وأحدثت إرباكاً مرورياً كبيراً؛ ما تسبب في حوادث كثيرة. وهذه العاصفة تسببت في اهتزاز الثقة لدى المواطنين في الأجهزة المعنية بالطقس والكوارث كالرئاسة العامة للأرصاد والدفاع المدني، وخلقت لديهم قلقاً دائماً وترقباً مستمراً لقدوم عاصفة مشابهة، كونهم يفتقرون إلى المعلومات الدقيقة والمبكرة في ظل تقصير من مصادرها!. وهذا جعل قدوم عاصفة أخرى مدار شائعات بين أوساط الناس، جعلتهم في حيرة من أمرهم هل يذهبون إلى وظائفهم أو يرسلون أبناءهم إلى المدارس فيما لو داخلهم شك حيال الطقس!.
كان من الممكن تفادي كثير من مخاطر عاصفة الثلاثاء لو كان ثمة تحذير مسبق وواضح وضوحاً لا لبس فيه، حول احتمالية قدومها، وشدة خطورتها، والاحتياطات الواجب أخذها لتقليل المخاطر على المستوى الفردي والمجتمعي، والمؤسساتي! خاصة أنها كانت تتحرك من منطقة في المملكة إلى أخرى!.
وإذا بحثنا عن المسؤول عن غياب التحذير من العاصفة وجدنا في غمرة النقاشات أنه لا أحد يريد أن يتحمل المسؤولية؛ فالأرصاد توجه اللوم للدفاع المدني، والدفاع المدني لا نسمع له صوتاً واضحاً في هذه المسألة؟ فمن المسؤول إذن بالضبط؟ وكيف سيتم تدارك مثل هذا الخطأ مستقبلاً؟
مجرد أسئلة مشروعة تختلج في قلب كل مواطن.