في إنجاز ليس بغريب وكما هو متوقع حاز الفريق الشبابي على كأس الأمير فيصل بن فهد متجاوزا معضلتي الإرهاق والضغط اللتين أسهمت فيها إدارة النادي عندما ألقت بكامل ثقلها وقضها وقضيضها في مباراة دورية قليلة الأهمية قياسا بما تلاها من ثلاث لقاءات في غاية الأهمية.
النصر فريق مكافح يجيد انتهاز الفرص والظروف، وطموحه يتجاوز كثيرا إمكاناته الفنية.. مشاركة الدوليين هذا العام فضلا عن إدارة النهائي من قبل حكم أجنبي قلص الفرص المتاحة أمامه لتكرار الفوز بالكأس.
النصر أجاد الدفاع عن مرماه ولكن على حساب الناحية الهجومية.. اللاعبون المحليون لم يقصروا ولعبوا حسب إمكاناتهم.. الأجانب بشكل عام خذلوا الفريق؛ فحسن (ربيع) لا يبدو أنه (سيخدر).. فالموسم شارف على النهاية ولم يسجل حتى هدفاً واحداً يبرر إحضاره بطائرة خاصة.. فربيع حسن في النصر صار خريفا.. أما حسام فليس غالي في لعبه.. إيدير تنتهي المباراة ولا يشعر أحد بوجوده.
إلتون نجم الفريق لازال غير قادر على الظهور بقوة في المباريات الكبيرة.. مشكلته أنه لا يتجه بشكل مستقيم نحو المرمى.. هو أشبه ب(دباب البر) ذو الأربع عجلات في تحركاته ووقفاته وتغير اتجاهاته بشكل مفاجئ.. ومع هذا مازال بقاؤه مع الفريق ضروريا فهو (العين المفتحة) بالفريق.. في النهاية مبروك للشباب وحظ أوفر للنصر.
الجدولة
بمناسبة الحديث عن المباريات وتقاربها وضغطها.. فتأجيل اللقاء الآسيوي للهلال مع الإيراني صار مبررا لتأجيل لقاء النصر بالوحدة مع أن تأجيلها كمباراة محلية غير معتاد فمباريات كثيرة لعبت بظروف (غبارية) أشد من هذه.. بل لعبت بعواصف اختلط بها الغبار بالأمطار والهواء الشديد.
على كل حال التأجيل قد يبرر، ولكن عدم لعب المباراة عقب 24 ساعة من موعدها الأصلي - كما تنص اللائحة حسب ما نعرف - هو المثير للاستغراب.. وقد تردد أن الوحدة احتج مطالباً بلعب المباراة من الغد.. بسبب أنه تكبد الحضور من مكة عن طريق مطار جدة.. وما يمثله هذا من إرهاق فضلا عن الأعباء المالية المترتبة على عودة الفريق !.
كون النصر يرفض اللعب من الغد بحجة أن الفارق بين المباراة الدورية والنهائي ثلاثة أيام فقط أي 72 ساعة فيه مجاملة قياسا بما حدث للهلال في الموسم المنصرم؛ حيث لم يكن بين النهائي ومباراة مصيرية دورية مع الشباب إلا 48 ساعة.. فضلا عن أن الهلال لعب قبل النهائي بثلاثة أيام مباراة مصيرية أخرى مع الاتفاق.. أي لعب خلال أقل من أسبوع ثلاث مباريات مصيرية الأحد الخميس الجمعة.. ودفع ثمنا كبيرا لذلك.. خسارة نهائي كأس الأمير فيصل وخسارة أربع نقاط ثمينة كادت تكلفه لقب الدوري.
فما السبب في أخذ اعتراض النصر بعين الاعتبار مع أن مباراته مع الوحدة أهميتها لا تتجاوز المنافسة على المركز الرابع..؟! حتى جدولة بعض مباريات النصر غير مفهومة!.. هذا هو الدوري يشارف على النهاية ولم يلعب النصر أي مباراة دورية مع أبها؟!..
المنشط.. آت..
قبل فترة أصدر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد رئيس رعاية الشباب تعميما للمسؤولين في الملاعب الكروية التي تستقبل مباريات دوري المحترفين بأهمية تقديم كافة التسهيلات للجنة الكشف عن المنشطات وعدم وضع العراقيل أمام عمل اللجنة!.
استئناف اللجنة عملها يأتي بعد توقف تجاوز الموسم.. ومن نقطة التوقف نتحدث عن أهمية عمل هذه اللجنة وضمان استمراريته.. لأننا لا نتمنى توقفاً آخر للجنة.. ومعروف أن تعليق نشاط اللجنة كان بسبب الإشكالية التي حصلت عقب هروب لاعبين اثنين من لاعبي أحد الأندية ورفضهما الخضوع لأخذ العينة وما تبعه من حملات إعلامية وإدارية ضد اللجنة!.. وكأنها تجاوزت مسؤوليتها وخرقت محظوراً.. وينال رئيسها نصيبه من الاتهام بالميول والانحياز!!.
ليتم عقب هذا تعليق عمل اللجنة وينجو اللاعبان الهاربان من العقاب إلا من إيقاف شكلي لا يتجاوز المباراتين وغير متوافق مع عقوبة الفيفا المغلظة.. وزاد الهجوم على اللجنة عندما تم كشف إيجابية العينة لحارس أحد الأندية.
إعلان استمرار عمل اللجنة لن يجدي وسيكون وجودها كعدمه إذا لم تمنح صلاحيات كبيرة وتحظى بحماية كافية أمام نفوذ وتسلط الإعلام وبعض رؤساء الأندية.. ويوجد اقتراح لتفعيل آلية الفحص وجدواه؛ وهو منح كل فريق صلاحية اختيار لاعب من الفريق الآخر لفحصه ويكون هذا بشكل سري.
لعبة المخرجين
لو كان لمخرجي المباريات الرياضية تأثير مباشر على نتائج المباريات لأتى المخرج الأجنبي منذ وقت طويل.. فالإخراج الرياضي هنا لا يختلف في تعصبه عن المشجع أو قائد الفرقة الذي يحمل طبلاً وميكروفوناً ويغني لفريقه.
في موضوع قادم سأتطرق للإخراج من ناحية فنية وتسليط الضوء على السقطات التي يرتكبها المخرجون بسبب أن أكثريتهم يتقمصون دور المشجع وليس المهني.
الذين يحكمون على الحضور الجماهيري والتفاعل والتشجيع وحتى جمال المباريات من النافذة التلفزيونية حكمهم ناقص جداً لأن هذه النافذة يتحكم ويعبث بها المخرجون بشكل مكشوف تبعا للميول.
سأشير إلى مثالين معروفين وهي حالتا إخراج حفلي اعتزال اللاعبين الكبيرين سامي الجابر وماجد عبدالله.. مثلان نموذجيان للتحدث عن قدرة المخرج ليس على الإبداع فقط بل والتخريب إذا أراد.
المقارنة بين الحفلين جعلت المخرج المعروف الأستاذ سعد الوثلان يحرص على تبرئة نفسه من تهمة إخراج حفل اعتزال سامي.. بل إنه اتصل بالجابر وأكد أنه لم يخرج حفله وأنه تمنى لو أخرجه ليمنحه حقه من العناية والإبداع كحفل جمع كل المواصفات التي يتمناها أي مخرج من الناحية الفنية والجماهيرية.
وهنا أبرئ ساحة الأستاذ سعد الوثلان الذي وضع عنوة في فوهة المدفع.. بحجة أنه كبير مخرجي القنوات الحصرية مع أنه منزوع الصلاحيات.. وترك ليتحمل الهجوم والنقد بسبب عبث المسؤول عن قنوات (وي آر إتي).
فالأستاذ الوثلان عندما أسند له حفل اعتزال ماجد أبدع.. في حين لم تكن له أي علاقة بإخراج حفل سامي ولم يكن هو المخرب الذي أسند إليه إخراج الحفل.. فمن أسند له إخراج الحفل هو فيصل العرفج أحد مخرجي القناة الرياضية ومتعاون مع القنوات الحصرية.
وهذه لا أعلم كيف تفسر من الناحية النظامية.. وهل القناة الرياضية تعوض ماديا من استغلال خبراتها، خصوصاً أن الحصرية تشفط مئات الملايين من دوري المحترفين السعودي.. ولعل هذا يفسر عدم إعلان أسماء المخرجين!.. وهو إجراء لابد من حدوثه حتى يتحمل كل مخرج نتيجة عمله.. وللحديث بقية.
ضربات حرة
* المنهجية الكروية التي انتهجها الهلال بعد قدوم باكيتا قبل أعوام.. حان وقت إعادة النظر فيها ومراجعتها وتخليص الكرة الهلالية من أعبائها وأغلالها.. على كل حال في نهاية الموسم لكل حادث حديث.
* ياسر موقوف عن اللعب أمام إيران، فمن الطبيعي أن يشارك فريقه، هذه النقطة لا تحتاج لنقاش.. تماما كما شارك نايف هزازي فريقه عقب إيقافه أمام كوريا.
* على اتحاد الكرة إسناد بقية جولات الدوري التي طرفها الهلال والاتحاد إلى حكام أجانب.. بداية من مباراة الاتحاد ونجران والهلال والوحدة.
* ترى هل يوجد شخص يعشق ويحب ويحافظ على حقوق نادي النصر أكثر من الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله؟!.. لسموه كلمة متلفزة في احتفال عام 1401هـ يؤكد فيه أن بطولات النصر وقتها ثماني بطولات.. بل أخذ يعددها واحدة واحدة ويشير للكؤوس والدروع أمامه.
* إحصائيات الراحل -رحمه الله- يأتي متوافقا مع الإحصائية الدقيقة التي قدمتها الجزيرة عن البطولات الرسمية للأندية.
* خسر الكأس.. لكن حسب التقليعة الجديدة بإمكانه إضافة بطولة جديدة لسجله.. بصفته (بطل مجموعته) في الدور التمهيدي لمسابقة كأس الأمير فيصل.
* طريقة (الاستزراع) أو (استنساخ) البطولات لماذا لا نستفيد منها ونزيد بطولات منتخبنا.. لأنه أكثر من مرة حقق بطولة مجموعته الآسيوية في التصفيات التمهيدية.
* ممكن يتحمل الرياضيون بذاءة وسلاطة لسانه وقلمه.. لكن لا أحد يقبل أن يتمادى في تجاوزاته وينال من الرجال القائمين على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ولم تكن السقطة الأولى له فسبق أن وصف الوعظ والأحاديث بثقافة القبور!.
* كان الأحرى بالجمهور الرياضي السعودي أن يكون أكثر فطنة وذكاء.. ولا ينجر إلى استغفال بعض القنوات أو المطبوعات له في ترشيحات الهدف منها شفط فلوسه.
* في وقت من الأوقات دار الحديث عن (العقيم) الذي يبشر بالأولاد!.. ترى تنطبق هذه على من؟!.