بعضٌ من النساء ما زلن في معركة مع ذواتهن في محاولة للتخلص من الشعور بالغيرة غير أنهن لا يحققن نصراً ملموساً يمكن معه أن يسجل للمرأة أي تقدم ملحوظ في مواجهة أعنف صنوف الغيرة المتعلقة بالضرة أو من يشاركها الرجل (عاطفياً)، حتى وإن كانت طفلة له لا حول لها ولا قوة، رمتها صروف الزمان بين مخالب زوجة الأب بعد طلاق والدتها أو وفاتها، والأمثلة والقصص المؤلمة تتكرر، وفي كل حادثة يكون هناك ثلاثة أطراف للقضية طفل أو طفلة وئدت أو عذبت ظلماً بسبب هيجان رياح الغيرة وتأجج نيرانها في قلب وجوارح (الطرف الثاني) زوجة الأب التي خرجت عن سيطرة (الطرف الثالث) الزوج الضعيف أمام زوجته الثانية إما لقصوره عن إدارة الأسرة والمنزل، أو لهيامه المفرط بالزوجة الجديدة، أو لتورطه بها وبتسلطها الجارف حتى وإن لم تتملكه بحسنها ودلالها، وبعض الرجال يصغر أمام الجمال وإن لم يقترن بالرقة والدلال فكيف إذا اجتمعت هذه العناصر في امرأة -وزد عليها كونها لعوب ظريفة في الأوقات المناسبة- فهذا لعمري سحر لا يقاوم؛ لكني أجزم أن هذه العناصر لا يمكن أن تتوفر بين أضلاع أنثى تضرب أطفالاً كالورد الندي أو تعذبهم أو تهين إنسانيتهم معنوياً ونفسياً، وجمعيا نتفق أن تصنف إلى أنثى جسدياً غير أن أنوثة الجسد أحياناً لا تكفي دون عذوبة ورقة الأحاسيس، وسؤال أخير يندرج في السياق: لماذا كل معذبات الأطفال زوجات لآبائهم؟!