Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/03/2009 G Issue 13321
الخميس 22 ربيع الأول 1430   العدد  13321
مع الشاعر الغزاوي في شذرات الذهب
عبدالله بن حمد الحقيل

 

هذا كتاب لأحد رواد الفكر في بلادنا عرف بشعره الجزل وطول باعه فيه، هو الشاعر الأديب أحمد بن إبراهيم الغزاوي رحمه الله، (1307 - 1401هـ) أحد الرعيل الأول من أدبائنا الذي ظل ينظم الشعر أكثر من ستين عاما ويلقي قصائده في مختلف المناسبات، ومنح لقب شاعر الملك عبد العزيز سنة 1352هـ وفي شعره روح الشعر العربي الأصيل في معانيه ومبانيه وقصائده في الملك عبد العزيز ما زالت باقية خالدة وإلى جانب ذلك فهو ناثر أديب وهذه الشذرات وقعت في حوالي ألف صفحة تضم بين ثناياها ألفي شذرة في ميادين الأدب واللغة والتاريخ والمثل والجغرافيا والبلدان والتراجم والأخلاق والآثار واللهجات وغيرها من المعارف والعلوم وقد صدرت له سبعة دواوين شعرية وقد نشر له من الآثار الشعرية والأدبية الشيء الكثير.

ولقد امتد نشره لها طوال خمسين عاما على صفحات مجلة المنهل الغراء وإنه لعمل علمي كبير، فهذه الشذرات ذات الإشعاع والعطاء المفيد والأثر الفكري في مجال الثقافة والأدب والفكر تجلت في هذه المبادرة الحسنة التي تمثلت في إخراج هذا الكتاب وطباعته طباعة جيدة وأنيقة. والمنهل بهذا العمل الفكري تضيف خدمة جليلة للعلم والمعرفة وعملا نبيلا للفكرة واللغة وإثراء الميدان الأدبي والساحة الفكرية بمثل هذه الأعمال والاندثار. لقد كان الأستاذ الغزاوي - رحمه الله - مهتما باللغة العربية وآدابها وبشؤون التراث وشجونه يمتح من فضائله ومزاياه ويهتم بتوثيق مسائله وتخريج شواهده وتحقيق نصوصه وانتقاء ما يصلح للنشر والتعليق عليه. وكم تحوي هذه الشذرات من الحكم والآداب والمبادئ الخلقية والقيم الإسلامية والفوائد اللغوية والعلمية والتاريخية، فهذه الشذرات تشبه شجرة تمتد جذورها المغذية امتدادا عميقا وهي تشكل في الواقع مصدرا ثقافيا نافعا ومعطيات فكرية مفيدة ونشر هذا الكتب إسهام جيد في بناء صرح النهضة الأدبية في بلادنا الفتية الناهضة.

تحية لكل من يهتم بالتراث الفكري ونشر مثل هذه الكتب وما تحفل به من فائدة وعلم وتاريخ وأدب وسيرة وأعلام وهو وفاء لأعلام الأدب، فقد مضى هؤلاء وما انقضى فضلهم وغابوا عنا وما غابت مآثرهم ولا انقطعت آثارهم بما قدموا لدينهم ولغتهم وتراثهم وحفل إنتاجهم بأزاهير الشعر وأفنانين الأدب فكان أحد الروافد القيمة لأدبنا وتاريخنا.

وعلى أي حال فإن هذه الشذرات الذهبية مادة أدبية ولغوية وتاريخية جمعت لنا أشتاتا من الحكم والفوائد استخرجها كاتبها من كتب التراث وجرى نظمها في عقد جميل تجذب القارئ وتشده إليها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد