استثماراً لواحدة من أكبر جرائم الإبادة والحرب ضد الإنسانية في التاريخ المعاصر، والتي تتمثل في قيام الحكم النازي بقيادة أودلف هتلر بمحاولة استئصال العنصر اليهودي ليس في ألمانيا وطن هتلر، بل ومن جميع البلدان الأوروبية تعبيراً وتجسيداً لتوجه تيار عنصري أوروبي تولد كظاهرة فاشية بسبب تذمر وطني بدأ يظهر في المجتمعات الأوروبية نتيجة الاستقلال البشع للجاليات اليهودية في تلك المجتمعات، فقد تحول التجار اليهود إلى (مصاصي دماء للأوروبيين) إذ نهب المرابون اليهود الذين توسعوا في زيادة نسب الربح التي فرضوها على المحتاجين من الأوروبيين والذين كانوا مضطرين للاستدانة من التجار اليهود، مما مكنهم من فرض سيطرتهم على خزائن أوروبا من خلال هيمنتهم على الاقتصاد في القارة العجوز، مثلما هو الحال الآن من خلال سيطرتهم على الاقتصاد العالمي، وهذا ما جعل الأوروبيين -وليس الألمان وحدهم- يشعرون بالحقد وضرورة الانتقام من اليهود، وعندما وصل أدولف هتلر إلى سدة الحكم في الرايخ الألماني بسبب توجهاته الوطنية التي تمادى في تنفيذ برامجها فاتخذ من تميز الألمان واعتبار العنصر الجرمني القومية الوطنية لألمانيا العنصر الأميز، وجعلهم فوق الجميع على رأس قائمة البشر، شخص في المقابل اليهود على رأس قائمة أعدائهم ليقود حرب الانتقام ضدهم.. وتلك كانت رغبة دفينة ليس فقط عند الألمان بل ولدى كثير من الأوروبيين، ولهذا فلم يعترض أحد منهم على الإجراءات التي اتخذها هتلر في البداية، ولم تظهر هذه الاعتراضات إلا بعد هزيمة هتلر مثل كل القادة الذين يخسرون الحروب، إذ تصبح القضايا والأعمال التي قاموا بها والوقائع التي حصلت أثناء حكمه من الأفعال التي يندد بها وتلصق بها أبشع الأوصاف.. وتلك عادة وصفة يسير عليها المؤرخون فكل أفعال هتلر مشينة كونه مهزوماً.. أما الإبادة التي ارتكبها المستوطنون الأوروبيون في أمريكا وقتلهم للهنود الحمر، ففعلتهم تلك تحضر، وتنظيف للقارة الأمريكية من المتوحشين مثلما فعل ذلك سجناء بريطانيا في أستراليا وما قامت به جيوش الإسبان والبرتغاليين في أمريكا الجنوبية.. وما يفعله الإسرائيليون في فلسطين..!
تلك عادة يسير عليها المؤرخون.. فالمنتصر وحده الذي تخفى جرائمه.. أما المهزومون فهم من تظهر عوراتهم!!
ولأن الأوروبيين الذين يمثلون الجذر الثقافي للحضارة الغربية كانوا مشاركين في صنع (العورة النازية) ومساهمين ومشاركين في محاولة استئصال اليهود وتهجيرهم من أوروبا إلى أماكن الشتات ومنها (الوطن المقدس) فلسطين فإنهم ولشعورهم بعقدة الذنب يعملون على (ستر العورة) وتقديم التعويض من الذين اشتركوا في الانتقام منهم أو سكتوا على ذلك بتعويض اليهود الذين تعرضوا للانتقام.. ولكن على حساب غيرهم.
منحوهم أرضاً ولكن على حساب العرب.. والفلسطينيين تحديداً..!
وشوَّهوا الفكر.. وتجاوزوا المصداقية التاريخية، بأن ضخموا ما يسمى ب(محرقة اليهود)..
وانتهكوا فكرهم الليبرالي ونهجهم الديمقراطي باضطهاد وإبعاد كل من يعارض اليهود.. العائدين لاستغلال الأوروبيين وبنفس بشاعة ما قبل هتلر.
كل من يشكك في تضخيم محرقة اليهود ومهما علا شأنه الفكري والعلمي يبعد ويضطهد.. وكل زعيم سياسي ينهج نهجاً وطنياً يحارب.. استمراراً لأسلوب الوقوف مع المنتصرين.فاليهود من معسكر المنتصرين حتى وإن لم يكونوا محاربين فهم وحدهم الآن يحصدون نتائج الحرب العالمية الثانية.. ولأن أفيدورليبرمان من الإسرائيليين ورثة معسكر المنتصرين يغطى على كل عوراته العنصرية ويرشح لرئاسة الدبلوماسية الإسرائيلية مبشراً بإبادة الفلسطينيين المسكوت عن حقوقهم؛ لأنهم من معسكر المهزومين.