«الجزيرة» - الرياض
أكد مختصون وخبراء على ضرورة إعادة تطوير أحياء الكثير من مدن المملكة السكنية وإنشاء أحياء متطورة مع مراعاة خصوصيتها والمتطلبات الاجتماعية والأمنية والاقتصادية لقاطنيها، مشيرين إلى أن الحاجة ملحة للتخطيط قبل بدء تنفيذ أي مشروع سكني.
وحول التطوير للأحياء السكنية قال الخبير والاستشاري العقاري الدكتور عبد الله المغلوث: حتى نقضي على العشوائية التي تحدث في كثير من المدن برز الآن مشاريع الأحياء المطورة. مضيفاً: على سبيل المثال برزت في مدينة الرياض مواقع جديدة في غربها وشمالها تراعي مقومات المساكن الحديثة، بل وأصبحت مساكن ذكية يهتم بها قطاع الاتصالات والشركات.
ونوَّه المغلوث إلى أن المساكن الذكية فيها بُنى تحتية مختلفة تماماً عن العشوائيات، معتبراً الأحياء المطورة قفزة حضارية تهتم بالمواطن وبالشكل الخارجي والناحية الاجتماعية للسكن.
ويعاني أغلب سكان العاصمة الرياض من مشاكل لا تُعد ولا تحصى في مساكنهم التي ربما جمع البعض منهم الغالي والنفيس لإعدادها، فمن أحياء تحولت من أحياء راقية إلى أحياء أشبه بالعشوائيات، إلى أحياء يستمر فيها العمل لسنوات طوال دون أن يعرف قاطنوها ما هو الشكل النهائي لها.
ولفت المغلوث إلى أن الناحية الأمنية في الأحياء المطورة ضرورية، موضحاً أنه لا يمكن أن يدخل أي شخص إلا بمداخل ومخارج مخصصة للدخول والخروج، وفي ذات الوقت هناك مواقع محددة للمراكز الاجتماعية والمساجد والحدائق.
وأكد أن التخطيط للأحياء السكنية يجعل القاطن فيها يحصل على امتيازات أفضل من الأحياء الشبكية أو العشوائية لا يمكن منافستها في الأحياء الشبكية أو العشوائية، قائلاً: لا نعاني من غياب التشريعات والأنظمة، بل نعاني من غياب التشريعات التي تحدد مسار الحي والأدوار ومن يقطن فيه والتخطيط.
وأضاف المغلوث: الأحياء المطوَّرة لديها مخطط من جهات استشارية تحدد أماكن المدارس والمعاهد وحتى شبكات تصريف مياه الأمطار، أما الأحياء القديمة لا يكون فيها دراسة بل عشوائية في التخطيط وفي المظهر مع غياب المراكز الترفيهية والاجتماعية والمرافق عنها.
وفي السياق ذاته أكد نائب رئيس الغرفة التجارية بالرياض والرئيس السابق للجنة العقارية بالغرفة عبد العزيز العجلان على ضرورة تطوير الأحياء الداخلية للكثير من المدن، منوها إلى وجوب الحفاظ على الأماكن التراثية في بعض الأحياء.
وأضاف العجلان: بعض الأحياء العشوائية تتمتع بمواقع جيدة، ولكنها في مجملها تحتاج للتطوير والمشكلة تتلخص في من يبدأ بتطويرها، موضحاً أن تطوير الأحياء الشعبية مكلف، ويواجه الكثير من البيروقراطية كما أن بعض الأحياء فيها مبان لا يعرف لمن تعود ملكيتها.
وقال: أي إصلاح يجب أن يكون لكامل المربع من خلال إزالة كافة الأبنية والمرافق وإعادة بنائها من جديد مع تخطيط يشمل كافة مرافق الحي، منوها أن أي تطوير للأحياء يصطدم بمشكلتين: عدم وجود قدرة مادية، وقلة البيانات.