الطائف -متابعة وتصوير - فهد سالم الثبيتي
اختارت بلدية محافظة الطائف طريقة جديدة في إماطة الأذى عن الطريق وذلك باقتلاع الأشجار من جذورها، حتى باتت الأرصفة خاليةً منها وسط تعجُب الأهالي الذين استغربوا مثل هذا الانتهاك، فبدلاً من أن يموت الشجر واقفاً أصبح يموت وهو جالس، كما مات ظله الذي كان يُدخل البهجة في نفوس الأهالي، ويوفر الأكسجين لهم في مدينة يقل وجوده فيها. وكشف مصدر خاص ببلدية الطائف أن رئيس البلدية كان قد عقد اجتماعات مع عدد من المهندسين والمسؤولين عن التشجير، وأصدر أوامره بقطع الأشجار وكان رده لهُم (أهدف .. لإماطة الأذى عن الطريق)، وفي ظل استفسارهم عن الأسباب وانزعاجهُم من هذا التصرف وعدم قبولهم له لكونهُم قد رفعوا له عدة خطابات يناشدونه الإبقاء على هذه الأشجار الثمينة في سعرها وفي معناها، إلا أن مثل هذه التدخلات لم توقف التخطيط للقضاء على المسطحات الخضراء، وتجريد الأرصفة والميادين العامة والشوارع الرئيسية وباحات جامع العباس، التي كانت ظلاً للمُصلين الذين لا يجدون مكاناً في داخل الجامع، وبدلاً من إزالة الأشجار التي تحجب الرؤية عن المارة أثناء قطع الطريق، اتجهت البلدية بآلياتها القاطعة لتقضي على الأشجار الشامخة التي تزيد في أعمارها على الأربعين عاماً.
(الجزيرة) نقلت ما حدث لرئيس المجلس البلدي بمحافظة الطائف الدكتور هشام الزير لسماع رأيه، وبسؤاله عن أن رئيس البلدية بالطائف يُميط الأذى عن الطريق باقتلاع الأشجار وإزالتها قال: أعتقد أنه لا يستطيع أحد أن يُقدم على خطوة كهذه إلاّ ويحسب إيجابياتها وسلبياتها، ويُفكر في المصلحة العامة, وأقر الدكتور الزير بأنّ المساحة الخضراء مع الأسف تضاءلت في الطائف، وأن أغلب الأشجار تم اقتلاعها بالفعل، وقال: أنا مع إزالتها إن كان منها ضرر كحجب الرؤية عن المارة أثناء قطع الطريق فقط، وغير ذلك لا يُقبل أبداً فهي أشجار جمال وزينة ونُطالب بزيادتها لا .. إزالتها، فهي تزيد الشارع جمالاً وليس منها أي إشكالات ولا أعتقد أن منها أذى. وأكد بأنه سيبحث مع المسؤولين بالبلدية هذا الأمر وإذا لم يجد أي مبرر سيوجه مساءلة، ومن ثمَ يتم العمل على إيقاف هذا التعدي، نافياً أن يكون قد تلقى شكاوى من المواطنين بالذات عن هذه القضية.
المواطنون كان لهُم صوت حيال القضية، حيث قال المواطن (عبد العزيز العتيبي): هذه الأشجار زُرعت على مدى سنوات طويلة، وأستغرب أن يتم قطعها في لحظات، وإنني أستغرب مثل هذا التصرف، فكان الأجدر بالبلدية أن تتجه نحو أعمال أخرى المدينة في أمس الحاجة إليها.
أما المواطن (محمد محسن الغامدي) فهو الآخر أبدى غضبه من هذه الأعمال ووصفها بالمجزرة لهذه الأشجار الخضراء، وأشار إلى أن أحياء قروى والخالدية وباب الريع وغيرها الكثير طالها هذا الانتهاك، وقال: في سويسرا يستشيرون مواطنيهم في اقتلاع شجرة واحدة ويأخذون رأيهم، ولدينا يقتلعون آلاف الأشجار ويدمرون البيئة.