«الجزيرة» - محمد العيدروس
أعلن معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الانضباط العام في المساجد ظاهر ولله الحمد إذا ما قورن بقبل عشر سنوات إلى الآن، مبرزاً أن وعي الأئمة والخطباء لواجبهم ودورهم وعدم الدخول فيما لا يحسن الدخول فيه، مشدداً في الوقت ذاته على أن الوزارة تحرص دائما على رفع مستوى الأئمة والخطباء من حيث مستوى الأداء، ومستوى المدارك.
وأبان معاليه أن الوزارة عملت دورات متعددة في مختلف المناطق، وستكثف هذه الدورات في هذه السنة حيث تتضمن تأهيلاً شاملاً وتقسيم للخطباء إلى خمسة مستويات، وإعادة تأهيل، الممتازون يؤهلون الأقل والاستعانة بكفاءات تقوم بعملية التأهيل في طريقة إعداد الخطبة، والموضوعات التي يجب تناولها، والحكمة المطلوبة في الخطبة، ما يحسن وما لا يحسن، ورفع مستوى الترتيب، والأدلة، وربط الناس بما يستجد وفق منهج الوزارة في ذلك كله الذي هو واجب الاهتمام به على كل حال.
وأعلن معاليه (في هذا الصدد) أن الوزارة تتجه لوضع وثيقة تسمى وثيقة الإمام ومثلها وثيقة الخطيب (لتكون المعلومات محددة مكتوبة يقرؤها الإمام والخطيب) تحدد المعالم الواجبة من جهة الصلاة، ومن جهة المسجد، واجبة من جهة الأنظمة والتعليمات إلى آخره، تكون في جميع فروع الوزارة يوقع عليها الإمام والخطيب عند تعيينه من أجل أن يكون عالماً بما هو مطلوب منه، حتى لا يتصرف في مسجده بطريقته.
جاء ذلك خلال الكلمة التي وجهها معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ خلال اللقاء الأول لمديري فروع الوزارة الذي عقد تحت عنوان: (المسجد ودور الأئمة والخطباء) بمكتب معاليه في مقر الوزارة بالرياض.
وتطرق معاليه - في سياق كلمته - إلى مشكلات المساجد وخصوصاً ما يتعلق بصيانة بيوت الله، داعياً مديري الفروع إلى المتابعة الدائمة، والرقابة المستمرة لهذه المؤسسات من خلال مراقبين يتابعون أعمال تلك المؤسسات ومحاسبتها على أي تقصير، أو إهمال، مشدداً على أهمية تنفيذ حملة واضحة المعالم تنسق من المجلس، وتنطلق بقرار منه لإعادة النظر في أي مؤسسة مهملة في أداء أعمالها وفقاً للعقد الموقع معها، مطالباً معاليه بفصل عقود صيانة دورات المياه عن عقود المساجد.
وفي سياق آخر، أبان معالي الشيخ صالح آل الشيخ أن مكبرات الصوت أصبحت مزعجة في المساجد، لأن بعض الأئمة يرفع الصوت أكثر من الحاجة مما يترتب عليه ألا يسمع حتى الذين في داخل المسجد أو خارجه صوت القرآن بوضوح، حتى في بعض البيوت، فلا يتبين أي حرف من حروف القرآن وهذا ليس هو المقصود، فالقرآن تحول إلى أصوات متداخلة وهذا لابد من مراجعته، مشيرا إلى انه تم التأكيد على وجوب أن تكون الأجهزة على درجة يسمع من في المسجد، ومن حوله من القريبين لأن المساجد متقاربة. أما أن يسمع الصوت على بعد اثنين أو ثلاثة وخمسة كيلومترات ليس هذا هو الأصل في القراءة.
واسترسل معاليه قائلاً: أما الأذان فنعم، لكن مكبرات الصوت التي عند الإمام لا تصلح، بل إن هناك من العلماء من قال: إنه يجب أن يقفل (مكبر الصوت) إذا بدأ الإمام في الصلاة فمكبر الصوت للأذان والإقامة أما التلاوة فلا يصلح أن تعلن استناداً لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة)، إذا كان هناك تداخلات أو من في البيوت يتأذى من علو الصوت جداً هذا لا يصلح البتة فيجب ملاحظة ذلك.
وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية أن مسؤولية الوزارة الاهتمام بالشأن الإسلامي كله، فالوزارة ليست مختصة بعمل دون عمل فكل ما يتعلق بالأعمال الإسلامية يجب علينا أن نهتم بها، مطالباً معاليه مديري الفروع بالمتابعة الجادة للأعمال الإسلامية في مناطقهم، ومختلف الأنشطة الدعوية، وأنه لا بد أن يكون لنا صلة قوية بذلك تأثيراً، وعملاً، وتنظيماً، أو متابعة وحضوراً، ونحو ذلك.
وكان معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ قد نوّه في بداية كلمته في الاجتماع بما قام به أصحاب الفضيلة مديرو فروع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في عموم مناطق المملكة من أعمال جليلة في السنة الماضي 1429هـ لأداء مهمات الوزارة في جميع الأعمال المناطة بها وخاصة أعمال المساجد من بناء، وترميم، ومن توجيه، وتسديد للأئمة والخطباء، ومتابعة لشؤون المسجد ومنسوبيه، وقال: إن الجهود المبذولة دائماً تحتاج إلى توصية بالمحافظة على المكاسب، والنظر فيما يمكن عمله في تحسين الأداء مستقبلاً، وهذا هو المهمة الأولى لمجلس مديري الفروع الذي نأمل تفعيله هذه السنة من خلال اجتماعات دورية بإذن الله لتحقيق المراد منه.
وعقب ذلك بدأت جلسات اللقاء برئاسة فضيلة وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري لمناقشة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال.