لكل إنسان قصة تستحق أن تُروى..
ولهذا فإن كتب السيرة الذاتية تحظى بإعجاب ومتابعة عدد كبير جداً من القراء..
ومن هذه الكتب كتاب: (قطرات من سحائب الذكرى) للأستاذ عبد الرحمن السدحان.. وهو يعرض قوافل متلاحقة من الذكريات بدءاً بفجر الطفولة مروراً بضحى الصبا، ثم ظهيرة العمر.
وقد ورد في الكتاب بداية مشوار الأستاذ السدحان مع الكتابة:
يقول عن ذلك: كنت مثل بعض شباب جيلي المتيمين بعشق الكتابة أحمل بين ضلوعي حلم القفز بحرفي إلى إحدى الصحف المحلية وتحريره من أسر كراسة الإنشاء وكان لبعض كُتَّاب ذلك الزمان هالة من التقدير المعنوي في وجدان شاب معجب بعطائهم.. ومن أبرزهم حينئذ كان الأستاذ عبد الكريم الجهيمان الذي كنت أقرأ بنهم نثره الأسبوعي المثير على صفحات (القصيم) وقبل ذلك (اليمامة) وكان يتناول بنقده أوضاع المجتمع وأداء بعض الأجهزة الحكومية خاصة تلك المتصلة بهموم المواطن بأسلوب شيق وموجز يجمع بين ذكاء العبارة وإذكاء المعنى وشفافية الغاية، وكان حديث الناس في صبحهم ومسائهم.
وكان أول مقال في حياتي يتحدث عن ظاهرة المياه السطحية التي كانت تشهدها بعض شوارع حي الملز وكان الناس يتحدثون عن تلك الظاهرة بقلق.
قرأت مقالي الأول في (القصيم) مذيلاً بتعقيب رقيق من محرر الصحيفة يبشر فيه بميلاد قلم أدبي جديد.
وكان ذلك المقال والتعليق عليه الشرارة الأولى التي انطلقت منها حرائق الحرف في دمي ليشتعل بها قلمي وينشغل بها خاطري زمناً طويلاً ولم تمض فترة حتى كنت أحرر صفحة أسبوعية في (القصيم) باسم عالم الشباب إلى جانب عمود شبه ثابت أسبوعياً.