في عطلة نهاية الأسبوع استلقيت على أريكتي مقابل ساعة الحائط. راقبت عقارب الساعة وفكرت بأن دورانها الأبدي يعني في الوقت ذاته حركة الزمن الأزلية. إنها ثلاث عقارب. ثلاثة أحجام مع ثلاث مهمات، وسيكون لدي بالمقابل ثلاث محاولات على الأكثر لإيقاف الزمن من أجل مصالحي!
رسمت خطتي كالتالي: أسطو على العقرب الصغير المسؤول عن عدد الساعات من نهاري، أنتقم منه وأوقف وظيفته نهائياً، ومن يمنعني من تنفيذ خطتي!
تسلقت ساعة الحائط بخفة ثم حشرت نفسي داخل صندوقها ممسكة باستخفاف بعقربها الصغير لأمنعه من التقدم. أمسكت بالعقرب لمدة ساعة كاملة محاولة تجميد حركته، لكنني مع الأسف وجدت نفسي بنهاية المحاولة أتقدم معه مسافة ساعة أخرى..!
لقد باءت محاولتي بالفشل.. لكن لا بأس في ذلك.. لدي خطة ثانية.. سأنتقل إلى محاولة منع العقرب الطويل عن حركته. هويت بكل قوتي على عقرب الدقائق الطويل وأمسكته بشدة، لوهلتي، أعلنت فشلي بسرعة قياسية دقيقة واحدة ومثلت الهزيمة أمامي. لقد جرني العقرب الطويل إلى الأمام هو أيضاً!!
لكن لن أنهزم، أنا إنسان يكره الهزيمة، توجهت بنظري إلى عقرب الثواني بطوله ونحافته، ما الذي يمنعني من التغلب الآن على هذا العقرب النحيف؟!
مأخوذة بنشوة ترقب لمهمتي التاريخية، أمسكت بثبات بعقرب الثواني لكن ثانية قصيرة أحبطتني.
ثانية واحدة دمرت كل اللوحات الجميلة التي رسمتها في أمنياتي ورمتني في خيبة الواقع.
ثانية واحدة لخصت لي قدراتي كإنسان عاجز.