باستثناء جائزة الملك فيصل التي تمنح سنوياً في العديد من التخصصات العلمية والأدبية والدينية، هنالك جائزتان سعوديتان أو أكثر في الخارج يشرف عليها ويأخذ جوائزها أدباء وكتاب عرب ونادراً ما يكون أحد الحائزين عليها من السعوديين، وهي خصلة أو خطة يتفق عليها كافة الموسرين ومعهم الهيئات الثقافية في دول الخليج الذين يطلقون جوائز سنوية ومجلات وكتب، يديرها ويأخذ اسمها وأموالها مواطنون من غير أبنائها، ولم يفكر أحد منهم في أن يضع هامشاً لأبناء المنطقة، كما يطبق ذلك الإخوة العرب الذين يطلقون جوائز ومجلات وكتبا يضعون شبه هوامش فيها للإخوة.. العرب!
في بلادنا الآن عشرات الأدباء والنقاد يصدر عنهم ومنهم، سيل من الكتب، بعضها جديد في بابه ويدل على جهد أو ملكة إبداعية، لكن هؤلاء - للأسف - لا يجدون من يقدم لهم عوناً، من خلال جائزة سنوية أو منحة تفرغ، بل إن بعض هؤلاء يجمعون القرش على القرش لتقديمه للناشر العربي لكي يطبع لهم ما كتبوه.. هذا الناشر إذا كان من ذوي الضمائر الحية وهم أندر من الكبريت الأصفر، يحمل نتاج السعودي معه ويعرضه على معارض الكتب ويوزع نسخاً منه على الصحف والمجالات، ويقدم للكاتب بضع ريالات نصيبه من المبيعات، أما إذا كان غير ذلك فإنه يطبع بضع نسخ يرسل نصفها للمؤلف والنسخ الباقية يطعمها للفئران!
أما في الصحف فإن القصص والروايات السعودية إذا نشرتها صحفنا، فإن النشر مجان، وكذا الحال مع الدراسات، والغريب ان المقابلات وعروض الكتب يدفع عليها مبلغ يخضع أولاً وأخيراً للناشر وعلاقته بالكاتب!
في العديد من الدول العربية والأجنبية تطلق العديد من الجوائز، بهدف حث المبدعين والباحثين على الإنتاج ويهدف إبعادهم عن لحظة اليأس الكبرى التي قد تنتهي عادة بانتحار الكاتب أو رمي المكتبة في مقلب النفايات أو الانصراف لأعمال يومية تدخل الخبز والماء والملابس للأسرة وتدفع أجر المنزل والمدرسة.ولماذا لا تكون لنا جائزتنا السنوية؟ في المسرحية والرواية والقصة والشعر.. سؤال لا أجد من أوجهه إليه سوى معالي الوزير المثقف الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة فعنده في هكذا حالة تعيشها أوساطنا الثقافية، الخبر اليقين.
فاكس 012054137