خطاب خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاحه أعمال السنة الأولى من الدورة الخامسة لمجلس الشورى كان ضافياً كما توقعنا، وسنركز هنا على نقطتين نرى أن الملك قد أكد عليهما في خطابه التاريخي، النقطة الأولى تتعلق بأمتنا العربية والإسلامية، والأخرى تتضمن المملكة من الداخل وخاصة فيما يتعلق برفاهية المواطن والتحدي الذي تواجهه الدولة في سبيل ضمانها، أي ضمان هذه الرفاهية.
الملك يؤكد أن أمتنا، والمملكة جزء منها بل هي في قلبها، تواجه تحديات عديدة. فأعداء الأمة متربصون بها، وخاصة إسرائيل، ولكن الأخطر من ذلك هو العداوة التي تنشأ بين الأشقاء، ولذلك قال المليك: إن الخلاف بين الإخوة الفلسطينيين هو الأخطر على قضيتنا العادلة من عدوان إسرائيل. هذا عدا عن الخلافات العربية العربية التي كما قال الملك عبدالله: تسر العدو وتؤلم الصديق. هذا الخطاب ليس مجرد كلمات مصفوفة تقال في مناسبة تمضي. ولكنها كلمات تصدقها أفعال المملكة وسياساتها العربية والإسلامية والدولية. فالملك عبدالله استضاف الإخوة الفلسطينيين من أجل أن يتفقوا على التوحد، ونتذكر اتفاق مكة الذي حقن دماء الفلسطينيين، ولكن مع الأسف لم يلتزم الإخوة الفلسطينيون بالاتفاق فعادوا للشقاق والصراع فيما بينهم! كذلك نتذكر مبادرة المليك التاريخية في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية في الكويت والذي دشن فيها المليك مرحلة عربية جديدة تسود فيها المصالحة الصادقة والحقيقية بعد أن كاد أن يمزق الشقاق صف الأمة العربية والإسلامية. هذا عدا عن مبادرات الحوار التي أطلقها المليك في مكة المكرمة ثم في مدريد وأخيراً في نيويورك، والتي لا تزال أصداؤها تعم أرجاء العالم.
أما فيما يخص النقطة الثانية والمتعلقة برفاهية المواطن، فإن المملكة وعلى الرغم من مرور العالم بأزمة اقتصادية عالمية طاحنة، إلا أنها وبفضل من الله تعالى استطاعت أن تواجه هذه الأزمة وتحافظ على اقتصادها عبر سياسات اقتصادية محافظة ومتوازنة تجنب الشعب الهزات الاقتصادية التي أثرت سلباً على دول عديدة ومنها الولايات المتحدة الأمريكية. وستظل المملكة بإذن الله راعية المبادرات الخيرة في العالم وخاصة في العالمين العربي والإسلامي، وستظل إن شاء الله أمينة مع شبعها ومحافظة على مصالحه ورخائه.
***