تعتمد إعادة منهج التاريخ على أسس من أهمها بناء الباحثين في فترة الدراسة فهم يتلقون تعليمهم على يد أساتذة محبين للدرس التاريخي ليس لانتمائه للماضي ولكن لاعتباره مادة حركية متداخلة، فالماضي والحاضر يكونان معالم المستقبل وهذا هو اتجاه الكثير من الباحثين الغربيين الذين أسسوا قاعدة راسخة تعرف أن التاريخ ليس جموداً وليس نقلا ولا رصاً للكلام بل هو رؤية وتحليل وتتبع دقيق للأحداث واستشعار بواطنها واستخلاص التجارب من مكوناتها، مثل هذه الرؤى التي يمتلكها الأساتذة هي التي تنتج جيلا من الباحثين المهتمين بالتاريخ الذين يقدمون مادة يسعى إليها القارئ ويجد متعة في مطالعتها ويستهويه ما تضمه من معلومات سردت بطريقة مشوقة.
كما أن معالم منهجة التاريخ المعاصر عدم الاقتصار على التاريخ السياسي وحده بل ما نجده عند المؤرخين المعاصرين توسع كبير في دراسة الظواهر الاجتماعية، ومنهم من تعرض للقضايا الاقتصادية وحللها تاريخيا حتى وصل بها إلى العصر الحديث، وحظي تاريخ العلم بدراسات كثيرة كان الهدف منها عرض مسار الإنسان في مجال العلم وما نتج عنه من تطور.
وفي الختام أن القاعدة كما أشرت في إيجاد جيل من المؤرخين المبدعين تعتمد على أساتذة مبدعين أيضاً ليسوا مجرد مقلدين يتكئون به على السرد والنقل.