المؤتمر الدولي الثالث للإعاقة والتأهيل الذي تحتضنه الرياض خلال الفترة من 22 إلى 26 مارس الجاري، والذي سيناقش واقع البحث العلمي في مجال الإعاقة والتأهيل محلياً وإقليمياً وعالمياً، يعد خطوة حكيمة في تلمُّس الواقع واحتياجاته واستشراف المستقبل ومتطلباته. وقد اتخذت الجهات المنظمة لهذا المؤتمر من العلاقة بين البحث العلمي والإعاقة محوراً مهماً لنقاشها؛ لأنها تدرك أهمية الاهتمام بهذه الفئة بدءاً، وأهمية توظيف البحث العلمي في خدمتها ثانياً.محاور هذا المؤتمر تدور حول استعراض واقع البحث العلمي في مجال الإعاقة والتأهيل محلياً، وإقليمياً، وعالمياً، واستشراف مستقبل البحث العلمي في مجال الإعاقة والتأهيل، وتأصيل وتفعيل ثقافة البحث العلمي في مجالات الوقاية والرعاية والتأهيل، وتعميق مفهوم الشراكات والتعاون. ومن خلال اطلاعنا على هذه المحاور تبدو لنا النظرة الشمولية التي تود الانطلاق من حيث انتهى الآخر والاطلاع على جديده والإسهام معه في خدمة هذه الفئة التي ندرك جميعاً أهميتها وقيمتها الحضارية لأي بلد من البلدان.. ونحن في بلد كالمملكة العربية السعودية نفخر في هذا المجال؛ لأنها أعطت الأولوية وبذلت الغالي والنفيس في سبيل دعم وتأهيل المعوق من خلال إنشاء المؤسسات والمراكز العليا التي يشرف عليها رموز اقترن بها العطاء الذي تعدى العطاء المادي إلى العطاء الفكري والحضاري في التعاطي مع احتياجات المعوق ودمجه في مجتمعه بما يوفر له كل أجواء الإنجاز والإبداع؛ فيفيد نفسه وأهله وبلده.. ومؤتمر كهذا في موضوعه شاهد عيان.

***

كلنا أمل يقترب إلى اليقين بنجاح هذا المؤتمر الذي سبقه نجاحان في المؤتمرين الدوليين السابقين اللذين نظما في مجال الإعاقة.. وهي سلسلة مستمرة لمؤتمرات قادمة تتعدى برؤيتها وأهدافها مجال التنظير إلى التطبيق كما عهدنا ذلك من مؤسسة الأمير سلطان الخيرية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وجمعية الأطفال المعوقين.