موسكو - سعيد طانيوس
أصدر الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أمرا بتوقيع اتفاقيتين مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بشأن الحماية المشتركة للحدود الدولية لهاتين الجمهوريتين الوليدتين، حسبما أعلنت سكرتيرته الصحفية نتاليا تيماكوفا، وقد اعترفت روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا بعد الهجوم الجورجي على تسخينفالي الصيف الماضي. كما وقعت مع الجمهوريتين معاهدتي صداقة وتعاون متبادل.
ومن جهته، اعلن القائد العام للقوات البرية الروسية الجنرال فلاديمير بولديريف، أنه أنجز تشكيل القاعدتين العسكريتين الروسيتين في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ويجري الآن توفير مستلزماتهما. وقال إن (أفراد القاعدتين الروسيتين 4 و7، اللتين ترابطان في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ستجريان مناورات تكتيكية مع عمليات إطلاق نار حية صيف هذه السنة).
وذكر بولديريف أن توفير مستلزمات القاعدتين في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا بدأ في نهاية عام 2008 بموجب أحكام معاهدتي الصداقة والتعاون المتبادل بين روسيا وهاتين الجمهوريتين القوقازيتين. وإن عدد أفراد كل من القاعدتين يعادل 3.7 ألف شخص. وقال القائد العام إنه (تم تحديد مواقع مرابطتهما في المركزين السكانيين جافا وتسخينفالي بأوسيتيا الجنوبية، وفي غوداوتا بأبخازيا).
الى ذلك، يلقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لأول مرة كلمة في منتدى بروكسل- 2009 المخصص لبحث القضايا الدولية المهمة. ويعد هذا المنتدى محفلا سنويا يشارك فيه مسؤولون وسياسيون وأكاديميون وباحثون بارزون من الولايات المتحدة والدول الأوروبية. ويؤكد القائمون على هذا المنتدى أن مناقشات هذا العام ستتركز على الأزمة المالية العالمية والتغيرات المناخية وأمن الطاقة والحريات المدنية. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية اندري نيستيرينكو إن المشاركين في المنتدى سيبحثون أيضا المبادرة التي طرحها الرئيس الروسي ميدفيديف بشأن الأمن الأوروبي.
وكان الرئيس ميدفيديف قد اقترح في شهرحزيران - يونيو 2008 إعداد وتوقيع معاهدة شاملة حول الأمن الأوروبي وإطلاق هذه المبادرة في مؤتمر قمة أوروبي عام أكد ضرورة أن تتضمن المعاهدة الجديدة للأمن الأوروبي التي اقترح صياغتها، آليات رقابة على التسلح والبناء العسكري.
وقال ميدفيديف في كلمة ألقاها في مؤتمر القضايا السياسية الدولية الذي عقد في منتجع ايفيان الفرنسي في الثامن من تشرين أول - أكتوبر 2008، إن المعاهدة الجديدة يجب أن تتضمن أيضا آليات وإجراءات للتعاون في اتجاهات مهمة كمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات غير الشرعية.
وشدد على ضرورة الإسراع بإصلاح منظومة الأمن في أوروبا، محذرا من أن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى زوال هذه المنظومة نهائيا واشتداد الأزمة في مجال الأمن والرقابة على التسلح. وأكد أن روسيا تولي أهمية استثنائية لمسألة توقيع اتفاقية جديدة بين روسيا والولايات المتحدة لنزع التسلح النووي، تكون ملزمة قانونيا.