الزحام الذي واجهته الغرفة التجارية في القصيم إثر إقامتها محاضرة للداعية د. طارق السويدان، والذي تدخلت لتنظيمه عدة جهات رسمية ومع ذلك لم تنجح في إيقاف سيل الملاسنات والخصومات التي نشأت بين الجماهير المتعطشة وبين الجهات المنظمة التي من أدق مسؤولياتها المحافظة على أمن الحاضرين، بحيث يكون عددهم متوائماً مع المكان وفرض الخروج والدخول الآمن..
** لمَ العطش؟
** وإلى لماذا العطش؟
** أين النبع وأين الارتواء؟ ومتى يحدث الاكتفاء؟ ولماذا لم يحدث حتى الآن؟
** هذا الجيل المتدافع هو جيل الميديا، جيل المعلومات والتقنية، جيل السي دي والفلاش مومري ومجلدات أمهات الكتب المضغوطة في أقراص، جيل اللغات والترجمة..
* ما هذا المفتاح السحري الذي تحمله كلمتي (النجاح) و(التطوير)؟؟
** هل هو العطش للمادة؟
** هل هو العطش للاستقرار؟
** هل هو البحث عن فرصة للانتقال من شاطئ إلى شاطئ.. وسط خضم من الأمواج!
* * هل هو التوق إلى التغيير، أم هو التعلق بأمل الكلمات؟؟
ماذا يقدم طارق السويدان خلال ساعتين؟ هل يمسك عصا سحرية قادرة على أن تحدث تغير آبائنا لدى الحاضرين؟؟
هل هي نتائج خطاب رضخ له هؤلاء الشباب خلال الأعوام السابقة يتعلق بالنمذجة والبرمجة العصبية..؟؟
** هذا التزاحم والتدافع من أجل محاضرة للدكتور طارق السويدان.
إذن.. ماذا لو أن النادي الأدبي في الرياض مضى في رضوخه للخطاب الغوغائي الإنترنتي وأقام المناظرة التي أعلن عنها بين د. سعد البريك وبين د. تركي الحمد..؟؟
هل سيؤول الأمر إلى مجرد تزاحم وتلاسن..؟؟
** هل سبقنا في التاريخ القديم أو الحديث أحدٌ في إجراء مناظرة بين خطاب إبداعي غير قادر معتمد على التخيل والافتراض في عالم الرواية أو الشعر أو أي من مجالات الإبداع.. وبين خطاب ديني محكم، محدد ومقنن، ينتظم في الواقع وفق تفسيرات متعددة لكنها تظل محتكمة للواقعي وللعلمي والمحيلة إلى مربع إلهي!
** هل سنعيد ثقافة المباهلة..
وهل سنعود مسيرتنا الأولى في تحويل منصات الوعي إلى حلبات مصارعة يقضي فيها بعضنا على بعضنا بالضربة القاضية وسط هتاف وتدافع جماهيري عطشى..
** هل سيكون في ذلك الارتواء الذي نريد..
** التغيير الإيجابي في المجتمع لا يقوم به عاشقو الشهرة ومريدو التزاحم والتدافع..
إنه أمر منوط بالعقلاء من القوم!