حين تكون المملكة العربية السعودية عنواناً للمؤتمر الأول على مستوى العالم لتقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي، فإن ذلك يعني أن قيادة هذا البلد الرشيدة تعمل باهتمام بالغ تحت مشاركة فاعلة من خادم الحرمين الشريفين لتحقيق التنمية المطلوبة في مختلف المجالات.
في جامعة الملك سعود، وبتنظيم من قسم الإعلام فيها، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز -يحفظه الله- تم افتتاح المؤتمر الدولي الأول في الرياض، وتمت متابعة فعاليات وآراء المهتمين والمشاركين في هذا المؤتمر من خلال النشرة الإعلامية التي أصدرها المؤتمر والتي بلا شك جاءت معبرة وافية، وحرص القائمون عليها أن تصدر باللغتين العربية والإنجليزية، وهو ما يؤكد على مبدأ الاتصال بمعناه الواسع.
مثل هذه المؤتمرات لا تقدر فوائدها بقيمة لأنها أعلى من كل قيمة، كونها تفتح الآفاق واسعة أمام العقول والتجارب السعودية الوطنية، وتضيف إلى خبراتها كل خبرات وإمكانات جديدة، وفي مقدمتها هذا التوجه لتحويل قسم الإعلام إلى كلية مستقلة.
انطلاقاً من هذا المفهوم لابد أن يكون الاستعداد لمثل هذه المؤتمرات في قمة مستوياته، ومع أنني أثق أن الاستعداد كان كذلك، إلا أنني أحزن حين أرى أو أسمع أن الاستعدادات المطلوبة في قسم النساء لم تكن حتى في حدودها الدنيا، وخاصة من حيث الاتصال الذي هو عنوان هذا المؤتمر الذي هو الأول من نوعه.
حين نسافر إلى الدول الأخرى عربية أو أجنبية تشارك المرأة السعودية مع زميلاتها من وطنها ومن خارجه جنباً إلى جنب مع زميلها الرجل سعودياً وعربياً وأجنبياً ولا نرى في ذلك ضيراً، ولا نمنع من ذلك.. فما الذي يتغير حين نستضيف هؤلاء جميعاً في وطننا، وفي أعلى مستويات عناوين الوطن العلمية والعملية وهي الجامعة؟!.
منذ أسابيع قليلة شاركت المرأة السعودية ممثلة في عميدة مركز الدراسات الجامعية في مؤتمر حقوق الإنسان في جنيف مع مشاركة زميلاتها السعوديات ممثلات لمجلس الشورى وجهات أخرى سعودية.
وظهرن على شاشات التلفاز محتشمات واثقات- فأين هؤلاء حين تكون المؤتمرات على أرض الوطن؟! والتي قدمته ورقة إحدى الزميلات العربيات المشاركات في المؤتمر عملت كبرفسورة في علم الاتصال في جامعتها، اتصلت بي كزميلة سابقة، وأبدت الكثير من الملاحظات الطريفة: فبدأت حديثها: (السلام عليكم يا هند، أنا أتصل بك من مؤتمر الاتصال في مكان غير متصل)!! ضحكت وسألتها يعني هناك ثلاثة أنواع من الاتصال في جملتك ما هي؟ قالت المؤتمر للاتصال، وهذا الهاتف الجوال للاتصال، وحيث إن هناك معنى كبيراً جداً في مسألة الاتصال، فنحن المشاركات في المؤتمر مفصولات عن العالم في قاعة واسعة فارغة لكل منا عشر دقائق تقدم بها ورقتها عبر الشبكة المغلقة، ثم تغلق في وجهها، وأكثر من ذلك مأساة أن جارتي المباشرة في المقعد من الصين جاءت من آلاف الكيلومترات لتتصل بزملاء المهنة من أجل المعرفة والتواصل فوجدت نفسها معزولة حتى عن اللغة الانجليزية، بينما نرى عبر الشاشة الدعوة للغداء مع معالي مدير الجامعة للرجال الذين استمتعوا كثيرا وهم متواصلون عبر سماعات الترجمة الفورية.. وغيرها من وسائل الاتصال... وتاليتها؟!!.