دبي - محمد المنيف
عاشت الفنون التشكيلية الخليجية الأسبوع الماضي مناسبتين إبداعيتين تعدان الأهم على مستوى المنطقة والعالم ذلك حينما تزامن أقامت معرض أرت دبي في دورته الثالثة ومعرض بينالي الشارقة التاسع بما ضمته جنباته من أسماء وأعمال عالمية قدمت احدث إبداعاتها حيث افتتح في الجميرة بيتش في دبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أضخم وأهم معرض للأعمال الفنية المعاصرة بمنطقة الشرق الأوسط في دورته الثالثة إضافة إلى إزاحة الستار عن الأعمال الفائزة بجائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية 2009، إحدى أبرز الجوائز الإبداعية في العالم إذ أتاحت فرصةً غير مسبوقة لإقامة شراكة إبداعية بين قيِّمين دوليين معروفين وفنانين مُبدعين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
* الفائزون بجائزة أبراج كابيتال
كما كشف النقاب في معرض (آرت دبي 2009) عن المشروعات الإبداعية الفائزة بجائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية 2009، وتمّ عرض الأعمال الفائزة على جزيرة قلعة جميرا بدبي، التي فاز بها كل من، الفنانة نازجول آنسارينيا ،الفنانة زليخة بوعبدالله، الفنان التركي كوتلاغ أتامان.
بينالي الشارقة التاسع ينطلق بعنوان احتمالات
من جانب آخر افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الأسبوع الماضي فعاليات بينالي الشارقة التاسع للفنون، الذي يستمر على امتداد شهرين.
وقد ذكرت الشيخة حور القاسمي رئيس البينالي: في تصريح إعلامي قائلة انه ربما لم يعد بمقدورنا قراءة البينالي من خلال دورة بعينها، فطبيعة العلاقة التي كوّنها مع الواقع الثقافي والفني وطبيعة الأنشطة والبرامج التي يطرحها البينالي جعلت منه حاضراً ومتواجداً بشكل دائم، من هنا نشعر الآن، أن مسؤوليتنا أكبر والتحديات التي نواجهها أكبر، ومن هنا كان ينبغي علينا تكثيف الجهود وإضافة أشكال جديدة من التواصل ضمن عروض البينالي).
جاء بينالي الشارقة في دورته التاسعة ممثلا لخلاصة الخبرات التي اكتسبها من الدورات الثماني السابقة منذ انطلاقته عام 1993 وذلك نتيجة الإصرار والحرص، فأصبح خير مثال لطبيعة الحراك الثقافي في إمارة الشارقة، الذي أصبح يمثّل نقطة تماس مركزية فاعلة ومؤثرة مع مختلف المحافل الفنية العالمية،
يقول السيد جاك برسكيان مدير البينالي متحدثا عن برنامج العروض: (.. أن إيمانه بأهمية هذه البرامج جعله حريصا جعل المتلقي يدرك بأنّ بينالي الشارقة يعمل على الإزاحة والكشف، وبالدرجة الأولى يعمل على إحداث تغيير في المفهوم التقليدي المحصور في أنماط محددة، متمنياً لهذا التفاعل أن يحفر ويفكّك ويحلّل تلك القوالب الجاهزة وأن ينتج عنه مزجاً خلاقاً بين الأساليب والتيارات، وبناء علاقات بمفاهيم جديدة مع المكونات الثقافية الخاصة في المكان، التي يمكن أن تقودنا إلى فضاء آخر، مفسحين المجال للمزيد من علاقات التشبيك والمزيد من المبادرات الفنية، والتي يمكن بدورها أن تحدث ما يمكن أن أسميه (بالتأثيرات المضاعفة).
إبداعات سعودية في مزاد كريستيز القادم
وفي 29 أبريل 2009 في دبي تعرض دار كريستيز خلال مزاد الأعمال الدولية الحديثة والمعاصرة، المجموعة الفنية الأولى للفنانين السعوديين، أحمد ماطر، لولوة الحمود، مهدي الجريبي، عبد الناصر غارم، ريم الفيصل، وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها أعمال فنية من المملكة العربية السعودية خلال أحد المزادات الدولية. وسينظم هذا المزاد عقب مزاد المجوهرات والساعات الذي تنظمه الدار في 28 أبريل 2009،.
وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال وليام لوري، أخصائي دار كريستيز المسؤول عن المزاد: (تمكنا الآن خلال هذا الموسم من اختيار مجموعة مميزة من الأعمال الفنية التي تعود لعدد من الفنانين السعوديين المعاصرين، وكنت قد أطلعت على أعمالهم لأول مرة في لندن خلال معرض (حافة الصحراء) الذي نظمته غاليري بروناي في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن عند نهاية العام الماضي، ووجدنا أن هذه الأعمال ستشكل مواهب فنية إضافية على مزاداتنا التي تتضمن أعمالاً فنية مصرية، وتركية، وإيرانية، وأخرى من لبنان، وشمال إفريقيا، وسوريا، والعراق، والمغرب وعدد من الأعمال الغربية).
ومن ناحيته قال مايكل حجا، المدير العام لدار كريستيز في الشرق الأوسط: (يعزى الكثير من النمو الذي شهدت السوق الفنية في منطقة الخليج وتحديداً دبي إلى هواة شراء واقتناء الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة الذين بدأت اهتماماتهم تركز على الأعمال الفنية التي تتمحور مواضيعها حول الجوار والمحيط الذي يعيشون فيه وضمها لمجموعاتهم الفنية الخاصة. ومع التطور والنمو الفني الحاصل، أصبحت السوق أكبر وأوسع، حيث أنها لم تعد تعتمد على مجموعة واحدة من المشترين، أو منطقة أو بلد محدد في العالم. وقد لاحظنا ازدياداً كبيراً في أعداد المشترين خلال المزادات التي نظمتها الدار في منطقة الشرق الأوسط، حيث شكل المشترين من المنطقة خلال مزاد دبي في السنة الماضية نسبة 75 بالمائة من مجمل المشترين، وهو ارتفاع ملحوظ من النسبة التي شهدتها مزادات السنوات السابقة والتي بلغت نسبة 50 بالمائة. ومن خلال تقديم هذه الفئة الفنية من الأعمال الفنية السعودية، فإننا نأمل الاستمرار بهذا التوجه وتعزز وصول مزاداتنا لهواة شراء واقتناء الأعمال الفنية من جميع أنحاء المنطقة.