تنامى حضور الفن التشكيلي مؤخراً وازداد توهجه وتعددت فعالياته وبرامجه وأصبح بالفعل حراكاً جمالياً لا يعرف الهدوء بعد أن كان محصوراً في النشاط (الرسمي) البحت فقط ولا غرابة في هذه الديناميكية للفن التشكيلي فهو كما نعلم رافد هام من روافد الثقافة المتعددة ومنجز بشري له ناسه ومحبوه، صحيح أن الإعلام لا يزال مقصراً في متابعة أنشطته وتغطية فعالياته بل إنه لا تزال بعض قنوات الإعلام بعيدة كل البعد عن هذا المشهد الثقافي الموغل في الجمال يحسب للتشكيل وأهله تفاعلهم وسرعة تجاوبهم مع كل حدث وكل مناسبة سواء كانت وطنية أو إنسانية أو اجتماعية وغيرها وما هذه المشاركات وهذا الحضور للتشكيليين في الفعاليات المختلفة إلا مؤشر للعمق الثقافي والتربوي والتوجيهي والجمالي لهذا الحراك الثقافي وما مشاركة الفنان التشكيلي في المناسبات الوطنية كالجنادرية أو اليوم الوطني أو في فعاليات ومهرجانات الصيف إلا إضافة أخرى لهذا الوهج وهذا الحضور الجميل كما أن مساهمة الفنان التشكيلي في الأعمال الإنسانية والخيرية وتبرعه بجزءٍ من مبيعات أعماله هو الآخر مؤشر جميل أضف إلى ذلك مساهمة الفنان من خلال اللوحة بالتحذير من أضرار آفة من الآفات كما في المخدرات والتدخين وغيرها من سلوكيات تحتاج إلى تسليط الضوء عليها والتعريف بها وسلبياتها وأضرارها على الفرد والمجتمع. كل هذه الشواهد تؤكد أن الفنان التشكيلي شريك فاعل في التنمية خصوصاً الجوانب الفكرية والإنسانية والتوجيهية والتوعوية وكذلك الجوانب الوطنية والفعاليات الفرائحية وغيرها. ثم إن تفاعل الفنان مع كل هذه المعطيات جاء ليؤكد أنه ليس بمعزل أو أنه يعيش في برج عالٍ لأن الفنان التشكيلي إنسان مسكون بالعطاء والإبداع والتفاعل وبالتالي فهو يتأثر بما يحيط به من مؤثرات مختلفة ويتفاعل معها وهو القادر على صياغة موقفه ونظرته وفلسفته من خلال منجزه وتعابيره التي دائماً تتضمن العديد من القيم والمحاور والنصوص والأفكار التي تتواءم مع المصالح الوطنية بشكلٍ عام والتي تأتي وفق قوالب وصياغات جمالية وتقنية غاية في الجمال بما يسهل قبولها واستيعابها من قِبل المتلقي والذي عادة يتفاعل مع الطرح ويستهويه بما يخلق لحمة وطنية واجتماعية خلاقة هدفها صالح الوطن والمواطن بقي أن أشير إلى أن الحالة الأجمل في مثل هذا المسار هي المبادرات الشخصية التلقائية من الفنان التشكيلي نفسه وقيامه طوعاً بالانسياق خلف كل المبادرات الإنسانية والاجتماعية ومساهمته ومن خلال منجزاته المختلفة في خلق مساحات إيجابية للعطاء الإنساني والمساهمة أيضاً مع كل المسارات الخيرة التي تحتاج إلى تكاتف ودعم ومؤازرة الجميع.
Sada_art@hotmail.com